المصطفى الجوي – موطني نيوز
في زمن باتت فيه القيم الأصيلة تتطلب من يحمل مشعلها بشجاعة وإخلاص، تبرز الأستاذة والإعلامية عافية صابر كمنارة وطنية فريدة. فهي لم تجعل من مسارها الأكاديمي مجرد سلسلة من الإنجازات الشخصية، بل حَوَلَتْه إلى رسالة وطنية متجددة، تظهر في كل مناسبة وطنية كتعبير صادق عن الانتماء والوفاء.
لقد استطاعت صاحبة مجموعة مدارس الجذور الخصوصية أن تخلق نموذجاً تربوياً فريداً، يجمع بين التميز الأكاديمي والتربية على حب الوطن والولاء للعرش العلوي المجيد. وإن أبلغ دليل على ذلك أن مؤسستها التربوية هي المدرسة الوحيدة في إقليم بنسليمان والمحمدية التي ترفع على بابها برقية الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مما جعل تلاميذها يحفظون هذه البرقية عن ظهر قلب، ويفهمون معانيها السامية، وينشأون على قيم المواطنة الحقة.
ولا تقتصر وطنية الأستاذة عافية صابر على الجانب التربوي فقط، بل تمتد لتشمل رؤيتها المجتمعية المتوازنة. فهي تؤمن بحق الشباب في المطالبة بحقوقهم الدستورية بطرق حضارية، وتعتبرهم عماد المستقبل وسواعد البناء، لكنها في الوقت نفسه ترفض كل أشكال العنف والتخريب التي يمارسها بعض المندسين والمخربين، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال لا تخدم إلا أجندات خارجية ولا تعبر عن قيم المجتمع المغربي الأصيلة.
إن النموذج الذي تقدمه الأستاذة عافية صابر يجسد المعنى الحقيقي للوطنية التي تبنى بالأعمال لا بالأقوال، وبالوفاء لا بالشعارات. إنها رسالة وفاء تصل إلى السماء، ونور يضيء الطريق للأجيال القادمة، تثبت من خلالها أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال، بل هو إيمان ينعكس في السلوك والعمل والتربية، وهو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الأمة.