بوزنيقة : الإعلامية عافية صابر تكشف وجه الحقيقي للبلطجية المندسة وسط احتجاجات الشباب وتدعو لتصدي لهم

الإعلامية عافية صابر

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في زمن تتصاعد فيه الأصوات الغاضبة في شوارع المدن المغربية، حيث يخرج “جيل Z ” إلى الشوارع مطالبًا بحقوقه الدستورية في خدمات صحية وتعليمية أفضل، جاء صوت الإعلامية والأكاديمية عافية صابر ليضيء الجانب المظلم من هذه الإحتجاجات. عبر فيديو مصور لها نشرته على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعية، لم تكتفِ  عافية صابر، صاحبة مجموعة مدارس الجذور الخصوصية، بالتعبير عن تضامنها مع الشباب، بل ذهبت أبعد من ذلك لتدين بشدة الوسائل “البلطجية” التي يلجأ إليها بعض المخربين المندسين وسط المتظاهرين الشباب، محذرة من أن هذه التصرفات لا تعكس إلا محاولات بائسة للإضرار بأمن المملكة واستقرارها.

يأتي هذا التصريح في سياق احتجاجات اندلعت مؤخرًا في عدة مدن مغربية، حيث يعبر الشباب عن إحباطهم من تدهور الخدمات العامة، معتبرين إياها حقوقًا دستورية غير قابلة للتفاوض. ومع ذلك، يبدو أن الإعلامية عافية صابر، بتجربتها كإعلامية ومسيرة تعليمية، قد رأت ما يفلت من أعين الكثيرين وهو الخلط المتعمد بين الاحتجاج السلمي والفوضى المنظمة. فهي ترفض صراحة كل أشكال العنف، سواء كان من المتظاهرين أو الرد المضاد من السلطات، معتبرة أن مثل هذه التصعيدات تخدم فقط أجندات خارجية أو داخلية تهدف إلى زعزعة الاستقرار. هذا الرفض ليس مجرد كلام نظري؛ إنه يعكس وعيًا عميقًا بأن الشباب، الذين يُشار إليهم بـ”جيل Z”، يحملون طاقة إيجابية يمكن توجيهها نحو التغيير إذا ما تم التعامل معهم بحكمة، لا بعنف أعمى.

ما يجعل تصريح الإعلامية عافية صابر نقديًا حقيقيًا هو توازنه الدقيق بين دعم الشباب والحفاظ على قيم الدولة. فهي تؤكد أن للشباب “كامل الحرية في التظاهر سلميًا”، مشددة على أن هذا الحق ليس مجرد امتياز، بل واجب دستوري يجب حمايته. لكنها لا تتردد في مطالبة الدولة بالتعامل “بطريقة حضارية” مع هذه الاحتجاجات، مما يعني حوارًا مفتوحًا وإصلاحات حقيقية بدلاً من الهراوات والاعتقالات العشوائية. هنا يكمن النقد الحاد فإذا كانت السلطات ترى في كل متظاهر عدوًا، فإنها تخسر جيلًا كاملاً، وإذا تجاهلت المندسين، فإنها تسمح للفوضى بالانتشار. عافية صابر، بكلماتها، ترسم خطًا فاصلًا بين الاحتجاج الشرعي والتخريب، وتدعو إلى “ضرب بيد من حديد” على كل من يعبث بأمن المملكة، واصفة هؤلاء المخربين بأنهم “الذين سولت لهم نفسهم” الإضرار بالوطن.

من منظور نقدي أوسع، يبرز هذا التصريح كمثال نادر على دور الإعلاميين في المغرب الذين يتجاوزون الشعارات السطحية ليبنوا جسورًا بين الشارع والدولة. ففي وقت تُغرق فيه وسائل التواصل الاجتماعي بالصور العنيفة والشائعات، يأتي صوت عافية صابر ليذكرنا بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالسلمية والحوار، لا بالحرائق والاشتباكات. ومع ذلك، يمكن نقد التصريح نفسه لعدم الخوض في تفاصيل الإصلاحات المطلوبة؛ فالشباب لا يكتفون بالكلمات الطيبة، بل يطالبون بخطط ملموسة لتحسين الصحة والتعليم وحقهم فى العيش الكريم. فهل سيكون فيديو الإعلامية عافية صابر بداية لمناقشات أعمق، أم مجرد صدى يتلاشى في ضجيج الشوارع؟

 فموقف عافية صابر يعد تذكيرًا بأن المغرب، رغم تحدياته، يملك أصواتًا حكيمة قادرة على توجيه الغضب نحو البناء. إذا استجابت الدولة لهذا النداء، فقد تتحول احتجاجات “جيل Z ” من تهديد إلى فرصة للإصلاح. أما إذا تجاهلته، فسيظل المندسون يتربصون، والشباب يدفعون الثمن. الاختيار بيد الجميع، والوقت يداهن لا أحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!