
عبد الله رحيوي ـ موطني نيوز
تعيش عمالة الصخيرات تمارة اليوم طفرة تنموية غير مسبوقة، بفضل مشاريع كبرى تلقي بظلالها على الإقليم وتعكس حيوية العاصمة الرباط.
قبل حوالي سنة، لم يختلف اثنان على أن الإقليم ظل يواجه إشكالية جوهرية: سرعتان غير متوازيتان؛ سرعة المشاريع الكبرى المهيكلة من جهة، وسرعة التحديات اليومية والمشاكل الاجتماعية التي تحتاج إلى حلول عملية وملموسة من جهة أخرى.
منذ تعيين السيد مصطفى النوحي في أكتوبر 2024، اعتمدت العمالة مقاربة قريبة وفعالة من المواطنين، تقوم على الزيارات الميدانية، والاستماع المباشر لانشغالاتهم، وتوجيه التعليمات الفورية للقطاعات المعنية، مع تشجيع المسؤولين على الحوار والانفتاح على المجتمع المدني، ما جعل المواطن شريكا أساسيا في التنمية.
وخلال هذه الفترة، شهد الإقليم إطلاق مجموعة من المشاريع الاجتماعية والتنموية البارزة التي أشرف عليها السيد النوحي مباشرة، من بينها:
المصادقة على 14 مشروعا تنمويا في مايو 2025 بغلاف مالي تجاوز 4,1 مليون درهم، لتعزيز التنمية البشرية وتحسين ظروف عيش المواطنين.
إطلاق 51 مشروعا جديدا خلال سنة 2025، بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 18,5 مليون درهم، ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحوالي 17,9 مليون درهم منها.
تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة على مستوى عمالة الصخيرات تمارة، مع التركيز على القطاعات الحيوية والمجالات الاجتماعية الأساسية.
كما ساهمت هذه المشاريع في إدماج شريحة مهمة من الباعة المتجولين والسجناء السابقين في مشاريع مهيكلة، علاوة على فتح العديد من أوراش الدخل القار لفائدة الشباب والأسر الهشة.
ومعلوم أيضا أن السلطة الإقليمية بجميع مكوناتها تمكنت من وضع القطار على السكة، والتوجه قدما نحو تدويب الإكراهات التي أثرت على أبرز المشاريع السكنية والعقارية، من خلال فك شفرة المشاكل التقنية التي أعاقت مشاريع الوداديات السكنية، وزرع الروح في مساطر إنهاء عمليات الإسكان عبر استئناف إجراء القرعة على مستوى جميع الجماعات الترابية المعنية.
ويبقى الأهم في هذا المجال ملف الأراضي السلالية، حيث سهر السيد مصطفى النوحي على الدفع بالمساطر القانونية إلى مرحلة التثمين، باعتبارها خطوة أساسية نحو التسوية النهائية لهذا الملف.
وعلى مستوى قطاع الصحة، لم يقتصر الأمر على إنجاز بنيات تحتية جديدة، بل شمل أيضا الاهتمام بتدبير المستشفى الإقليمي بتمارة، حيث عقد العامل جلسات عمل من أجل التخفيف من تداعيات الضغط المتزايد على مصالح مستشفى السويسي.
بهذا النهج، تمكن السيد النوحي من ضبط إيقاع التنمية في الإقليم، محققا توازنا بين الدفع القوي للمشاريع الكبرى ومعالجة الإشكالات اليومية للمواطنين. وقد تجلى ذلك في سرعة إنجاز البنية التحتية، وتطوير الخدمات الأساسية، ومواكبة الاحتياجات الاجتماعية، مع الحرص على إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرار، ما جعل عمالة الصخيرات تمارة نموذجا للتنمية المتوازنة والشاملة.