المصطفى الجوي – موطني نيوز
بوزنيقة – شهدت مؤسسة الجذور الخصوصية، عشية يوم الأحد 21 سبتمبر 2025، ندوة صحفية متميزة ناقشت مستجدات قطاع التعليم وآفاقه، لكن اللافت كان الحضور القوي لصاحبة المشروع، السيدة عافية صابر، التي حولت الحدث إلى منصة لتجسيد قصة كفاح وإرادة استثنائية.
فالحديث عن الأستاذة عافية صابر لا يختزله عنوان “صاحبة مجموعة مدارس”، ولا يعكره تماماً وصفها بـ”سيدة الأعمال”، فهي فوق ذلك نموذج للمرأة العصامية التي شقت طريقها بجهدها وعرق جبينها. بدايتها كانت متواضعة كمساعدة في النقل المدرسي بإحدى مؤسسات سيدي البرنوصي في الدار البيضاء، لكن إرادتها كانت أقوى من أن تقف عند حد. من تلك المحطة المتواضعة، انطلقت لتبني بإصرار لا يلين إمبراطورية تعليمية وثقافية، لتتحول إلى مالكة ثلاث مؤسسات تعليمية خصوصية تحت مظلة “الجذور”، تخرج فيها الآلاف من الطلبة نحو آفاق المعرفة.
ولم يقتصر طموحها، الذي يبدو بلا سقف، على مجال التعليم فحسب، بل امتد ليشمل عالم الإعلام، فأطلقت المؤسسة الإعلامية “جذور الصحافة” ومعهداً متخصصاً لصناعة الأقلام والكلمات، في خطوة جريئة تهدف إلى صقل مواهب جديدة ورفد المشهد الإعلامي بمهنيين متميزين. ولم تتوقف العطاءات عند هذا الحد، فهي اليوم على أعتاب دخول عالم السينما عبر مشروع شركة للإنتاج السينمائي، لتكمل حلقة إبداعية متكاملة من التعليم إلى الإعلام إلى الفن.
ورغم انشغالاتها المهنية الشائكة، تبقى الأستاذة عافية صابر تجسيداً نادراً لتوازن ناجح بين قيادة المشاريع وقيادة الأسرة. فهي أمٌّ كريمة كرست نفسها لتربية ثلاثة أبناء، اثنان منهم في مجال الطب، وطفلة في العاشرة من عمرها، لترسم بصمتِها مثالاً يُحتذى للمرأة التي تنجح في تدبير شؤون البيت وقيادة العمل دون أن تقصر في أي منهما.
إن مسيرة هذه السيدة هي سردية حية عن التحدي والنجاح، تصر فيها أن تكون “هرماً” في كل مجال تطرقه، لا يعرف الكلل أو الملل، ولا يثنيها عن عطائها مستحيل. إنها، بتعبير موجز، سيرة ذاتية كتبتها بإرادة فولاذية، جاعلة من كل مشاريعها منصات لفعل الخير ومد يد العون للمحتاجين، تثبت أن النجاح الحقيقي هو ذلك الذي تتشارك ثماره مع المجتمع، لتبقى “جذور” العطاء مغروسة في أرض الخير، مثمرة أينما حلت.