
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خضم الجهود التنموية التي تقودها المصالح الترابية بإقليم بنسليمان، تبرز من حين لآخر أصوات تحاول النيل من سمعة رجال الإدارة الترابية المجتهدين وعلى رأسهم باشا المدينة عبر اتهامات تفتقر إلى الدليل والموضوعية. المقال المتداولة حول سير عمل باشا مدينة بنسليمان ما هي إلا نسيج من المغالطات التي تهدف إلى خلط الأوراق وعرقلة مسلسل العمل الجاد الذي يقوده عامل الإقليم وباشا المدينة.
إن الادعاءات التي وردت في المقال حول تقصير باشا المدينة في تدبير ملف النظافة تتجاهل حقيقة أن هذا الملف يشترك في مسؤوليته عدة أطراف ويتأثر بعوامل لوجستية ومالية معقدة. فجماعة بنسليمان تتحمل كامل المسؤولية بعدم مراسلتها للسلطة المحلية بتلك الاختلالات، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية. وأي تقصير مسجل هو نتيجة تواطؤ الجماعة والجهات الموكول لها مراقبة الشركة.
أما الاتهام الخطير بتغاضي الباشا عن استغلال النفوذ وعمليات البناء غير القانوني، فهو اتهام جسيم وباطل. فالحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث تشهد المدينة حملات منتظمة لهدم البناء غير القانوني، تطبيقاً للقانون وحفاظاً على الملك العام. ومع ذلك فقد تعالت مجموعة من الاصوات النشاز تبخس عمل السلطة المحلية وتتهمها بالاستعمال المفرط للقوة في تحرير الملك العام، وبالتالي فإن صلاحيات الباشا محددة بقوة القانون، وهو يعمل في إطارها وبالتنسيق الكامل مع رؤسائه لتقنين الوضعية الحضرية والسلطات القضائية المختصة.
وفيما يخص ادعاء فقدان السيطرة على جلسات المجلس، فإن دور رئيس المجلس هو ضمان احترام القانون الداخلي والنظام وهو وحده من يحق له مطالبة الباشا او من يقوم مقامه في اخلاء القاعة وطرد كل من يشوش على الاعضاء ومن حق الاعضاء التصويت بان تكون الجلسات غير متاحة للعموم والباشا مضطر ساعتها لتطبيق قرارات المجلس، أما النقاشات الحادة بين المنتخبين فهي من طبيعة العمل الديمقراطي، وشاهدة على حيوية النقاش وليس على الفوضى لان النقاش الحاد بالجلسات هي ظاهرة صحية وليست العكس. فالباشا ليس مسؤولاً عن مضمون خطابات المنتخبين، بل عن ضمان سير العمل وفق الأصول القانونية.
إن اتهام الباشا بالعزلة ورفض الأطر للتعاون معه هو اتهام غير موثق ويهدف إلى النيل الشخصي منه ورائه جهات تريد اقحامه في صراعات سياسية وآخرى ذات طابع مصلحي. فالعمل الإداري القائم على الانضباط وتطبيق القانون قد لا يروق للبعض، لكنه في النهاية يخدم المصلحة العامة. والتعاون مع المصالح الخارجية سارٍ بشكل عادي وفي إطار البرامج المتفق عليها.
وبدلاً من الاصطفاف وراء شائعات تروجها أجندات شخصية ضيقة، ينبغي للجميع دعم جهود السلطات المحلية والاقليمية والعمل معاً من أجل تطوير بنسليمان. لأن التحديات الحقيقية التي تواجه المدينة تتطلب تعاوناً جاداً وبناءً، وليس اتهامات مجانية تهدف إلى تقويض ثقة المواطنين في مؤسساتهم وإعاقة عجلة التنمية المحلية.
وحتى نكون منصفين فالسيد الباشا يتحمل جزءا يسيرا من هذا التقاعس عبر فتح باب مكتبه لكل من هب ودب، فمقر الباشوية ليس مسكنا لمن لا مسكن له، بل هي ادارة لقضاء أغراض رعايا صاحب الجلالة.
كما ننبه السيد الباشا بأن طريقته الحضارية في التعامل، جعلت البعض “يأكل الثوم بفمه” ويتحدثون بلسانه وهو منهم براء وبالتالي من واجبنا تنبيهه الى ما يحدث حوله.