
المصطفى الجوي – موطني نيوز
لقد اعتدتم على ان مقالاتي صريحة ومباشرة، ولم يسبق لكم ان تصفحتموني من جانب العوالم الخفية والألغاز المبهمة.
لكن صدقوني ففي مدينة التي يعتقد قاطنوها أنهم أتقنوا لعبة الشطرنج، وأنهم أَغلَقوا كل النوافذ وأحكموا إقفال الأبواب، تهمس جدران المقر القديم بنبوءة غائبة. إنها ليست نبوءة كاهن يعتمد على النجوم، ولا خدعة ساحر يلوّح بأوراق الشدة، بل هو حدسٌ قاطعٌ، صادرٌ عن بوصلةٍ لا تكذب، ينذر بأن ساعة الصفر قد اقتربت.
الساعات تدقّ، والعيون تراقب، والقلوب تنتظر. ففي مكانٍ ما، في رحم ذلك الصرح الذي يُفترض أنه حصين، تنمو قنبلة موقوتة، ليست من حديدٍ ونار، بل هي من نوعٍ آخر. من النوع الذي لا يُسمع انفجاره بالأذن، بل يُرى بأعين الحذرين، ويُلمس بقلوب الواعين. إنها القنبلة التي طال انتظارها، والتي سيحمل مطلع الأسبوع القادم – بمشيئة القدر – شرارتها الأولى.
والسؤال الذي يطفو على السطح، ما هي هذه القنبلة؟ أهي وثيقة سرية ستُفضح؟ أم شاهدٌ من داخل الجدران سينطق؟ أم حسابٌ بنكيٌّ خفيٌّ سيُكشف؟ الألغاز تتكاثر، والإجابات تختفي خلف ستار من الغموض المتعمد، والأعين تراقب. إنها اللعبة الكبرى حيث يكون الصمت أبلغ من أي خطاب.
وحدسي الذي لا يخيب يؤكد أن هذه ليست مجرد زوبعة في فنجان، بل هي زلزال قادم سيهزّ أركان اللعبة من أساسها. إنها القوة التي ستقلب الطاولة على رأس اللاعب الأكبر، الزعيم الذي نسج خيوط سلطته من حرير الفساد، وظنّ أن بيده وحده أوراق اللعبة كلها. لكن الأقدار تتقن لعبتها أكثر منه.
سيُعاد ترتيب الأوراق من جديد، ليس بطريقة هادئة، بل في ضجة الانكشاف والفضيحة. كل ورقة ستسقط من يديه ستكشف عن ورقة أخرى تحتها، وكل حجر سيقلب سيكشف عن حفرة أعمق. لن تكون الخريطة السياسية في بنسليمان وحدها هي التي ستهتز، بل ستمتد الهزات إلى كل أرجاء الإقليم، لأن الفساد عندما يكون نظاماً، فإن سقوط أحد أعمدته يهدد السقف بأكمله.
وفي خضم هذا المشهد، تبرق تحيةٌ غامضةٌ، موجهة إلى “السيد العامل”. إنها تحية تحتوي على ألف تحية. هل هو الرمز الذي سيأتي بالحل؟ أم هي القوة الصامتة التي كانت تتربص طوال هذا الوقت؟ أم هو الضمير الذي سيعلو في النهاية؟ الإجابة محفوظة للزمن القادم القريب.
الجميع الآن في انتظار ذلك الفجر الجديد، فجر الاثنين ربما لا أجزم، حيث ستنكشف الأوراق، وتُكشف الأسرار، وتسقط الأقنعة. إنها اللحظة التي سيتحول فيها الحدس إلى حقيقة، والصمت إلى صرخة مدوية، والغائب إلى حاضرٍ قويّ. فهل نحن على أعتاب ولادة مدينة جديدة؟ الزمن وحده هو من يحمل الجواب.
شوقتنا أخي المصطفى و بعثت في نفوسنا حماسة الانتظار بشغف كبير لنعرف هذه ” القنبلة” العجيبة التي ستحول مسار هذه المدينة و هذا الإقليم . نتمنى أن يكون حدسك واقعا نراه و نعيشوه لأننا ذقنا و لازلنا نذوق درعا بهذا الإقليم ، لا مجالس جماعية تقوم بواجبها ولا سلطة محلية تسهر على تطبيق القانون ، التسيب بشتى ألوانه حتى أصبحنا لا نحلم بأي تغيير يذكر بهذا الإقليم.