بنسليمان : عندما كانت الإرادة تصنع المعجزات..ثم غاب الرجال!

الثلاثي الذهبي مصطفى المعزة، عادل اهوران و خليل دهي

المصطفى الجوي – موطني نيوز

كانت معادلة تنموية نادرة، جمعت بين قلوب مؤمنة بعملها وعقول مخلصة لشعبها وإرادات لا تعرف المستحيل. في تلك الحقبة الذهبية التي ما زالت ذكراها عالقة في أذهان أبناء إقليم بنسليمان، لم تكن التنمية شعاراً ترفعه اللافتات، بل واقعاً ملموساً يسير بوتيرة مذهلة. لقد كان اللقاء الاستثنائي بين ثلاث شخصيات قلّ نظيرها : السيد مصطفى المعزة، العامل الميداني بقراراته وحنكته، والسيد عادل أهوران، الكاتب العام المنظم والدقيق، والسيد خليل الدهي، رئيس المجلس الإقليمي المنبثق من صلب المجتمع، الحالم بمستقبل الإقليم.

لقد شكل الثلاثي طاقماً متكاملاً، نادراً ما تجتمع كفاءاته وصفاته في وقت واحد. كان التنسيق بينهم أشبه بسيمفونية إدارية منظمة، كلٌ مكمل للآخر، لا تعرف الانقسام ولا المماطلة. لم يكن باب الحوار مغلقاً أبداً، بل كان الانصات الحقيقي لهموم الساكنة هو منهجية عملهم، فتحولت الشكاوى إلى مشاريع، والأحلام إلى واقع. كانت الإرادة السياسية موحدة، والرؤية واضحة، فكانت النتيجة أن شهد الإقليم، ومنذ تأسيسه عام 1976، طفرة تنموية غير مسبوقة في سرعتها ونوعيتها، حيث كانت عجلة الإنجاز تدور بلا توقف.

لكن الأضواء الذهبية لا تدوم طويلاً. بمجرد أن انتقل السيد مصطفى المعزة لقيادة إقليم تازة، وحمل السيد عادل أهوران مسؤوليات جديدة في تطوان، وقرر السيد خليل الدهي، الذي خانه التافهون والفاسدون وأطاحوا به من رئاسة المجلس البلدي سابقاً، الاعتزال النهائي للسياسة باقتناع، بكل أسف، سقط الإقليم من علياء الإنجاز إلى هاوية الركود. لقد غاب الرجال، وغابت معهم الإرادة. فالمشاريع التي لا تزال تتشبث بالحياة، بل وتلك التي توقفت عن النبض، هي في جوهرها من بقايا عهد ذلك الثلاثي التاريخي.

العدالة الإلهية والملكية لا تخذل الأكفاء. فقد جاد الله ثم جلالة الملك محمد السادس نصره الله بتجديد الثقة في السيد مصطفى المعزة ليواصل مسيرته التنموية في إقليم تازة، فيما رفع جلالته، بعطفه المعهود، السيد عادل أهوران ليكون عاملاً على إقليم خنيفرة، اعترافاً بكفاءته. أما السيد خليل الدهي، فقد ضاع فيه إقليم بنسليمان، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عندما قرر الابتعاد عن الأضواء تاركاً فراغاً لم يستطع أحد ملءَه.

وفي هذا السياق، يبرز اسم آخر لم يعاصر تلك الحقبة الذهبية مباشرة، لكنه يحمل نفس همتها وروحها، إنه السيد محمد الزين، الكاتب العام السابق لعمالة بنسليمان، الذي تمتعت شخصيته بكريزما قيادية فذة وندرة في التخطيط. كان رجلاً قوياً وضحية لمؤامرات ودسائس أطاحت به، لكن الكفاءة لا تُطمس. فقد منّ الله عليه بتعيينه كاتبا عاما لولاية بني ملال، ونحن نتمنى أن يحصل على حقه الكامل، ويصبح في يوم من الأيام عاملاً لصاحب الجلالة على أحد الأقاليم، ليعيد إنتاج معجزة بنسليمان في مكان آخر، لأنه ببساطة، من ذلك الطراز النادر من الرجال.

One thought on “بنسليمان : عندما كانت الإرادة تصنع المعجزات..ثم غاب الرجال!

  1. عن أي تنمية تتحدثون الإقليم لا عمل للشباب والبنيات وتحتية ولا تطور غارق في المشاكل من تأسيس اين التنمية اين المناطق الصناعية والصحية والن اة الجماعية إقليم مهمش من تاسيسه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!