المغرب سيادة لا تقبل المساومة في وجه حملات التشويه الإعلامي

الحسين بنلعايل

الحسين بنلعايل – موطني نيوز 

لقد اطلعنا على المقال المنشور في الجريدة البلجيكية، والذي يتناول الوضع الصحي لجلالة الملك محمد السادس ومستقبل العرش في المغرب. إننا نرى في هذا المقال جملة من المغالطات والتجاوزات التي تستدعي رداً واضحاً ومفصلاً، مع التساؤل عن الدوافع الحقيقية وراء هذا النوع من التغطية الإعلامية.

حيث يزعم صاحب المقال أن صحة جلالة الملك محمد السادس في تدهور مستمر، وأن هذا التدهور ينذر بقرب خلافة العرش. هذا الادعاء يتنافى مع البيانات الرسمية الصادرة عن القصر الملكي، والتي تؤكد أن جلالة الملك يتمتع بصحة جيدة ويخضع لحصص تأهيل وظيفي بعد عملية جراحية سابقة. إن التركيز المبالغ فيه على صحة الملك، وتصويرها على أنها دليل على تدهور صحته، هو محاولة مكشوفة لزعزعة الاستقرار وبث الشائعات.

كما يربط صاحب المقال بين ظهور ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد بجانب جلالة الملك في مناسبات رسمية، وبين ما يصفه بـ “لعبة التأثير” حول الملك. إن هذا التفسير ينم عن جهل بالتقاليد الملكية المغربية العريقة، حيث أن حضور ولي العهد والأمير مولاي رشيد إلى جانب جلالة الملك هو أمر طبيعي وتقليدي، ويعكس استمرارية العرش العلوي وتلاحم الأسرة الملكية، وليس له أي دلالات سلبية كما يحاول المقال أن يوحي.

يثير هذا المقال، ومقالات سابقة مشابهة من صحف فرنسية مثل “لوموند”، تساؤلات مشروعة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستهداف المتكرر للملك محمد السادس والمغرب. إن استهداف شخص الملك، الذي يمثل رمز وحدة الأمة واستقرارها، هو استهداف مباشر للمغرب وسيادته. يمكن أن تعزى هذه الحملات الإعلامية إلى عدة عوامل، المواقف السيادية للمغرب، النجاحات التنموية للمغرب، الأجندات الخفية، والخلفية الاستعمارية التي لا تزال تؤثر على نظرة بعض وسائل الإعلام الغربية تجاه الدول التي كانت مستعمرة، ومحاولتها التدخل في شؤونها الداخلية.

ليبقى من حقنا التساؤل عن “المقابل” الذي دفع صحفاً مثل “لوموند” ولا ليبر” البلجيكية للخوض في أمور داخلية لدولة ذات سيادة هو تساؤل جوهري. فمثل هذه الصحف، التي تدعي المهنية والموضوعية، لا يمكن أن تنشر مثل هذه المقالات المغلوطة دون دافع. قد يكون المقابل مصالح سياسية أو اقتصادية، أو تصفية حسابات بين هذه الصحف أو الجهات التي تمولها وبين المغرب.

إن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، دولة ذات سيادة، ولا يقبل أي تدخل في شؤونه الداخلية. إن مثل هذه المقالات، التي تعتمد على الشائعات والمغالطات، لن تزيد الشعب المغربي إلا تلاحماً والتفافاً حول ملكه ومؤسساته. ندعو هذه الصحف إلى التحلي بالمهنية والموضوعية، والابتعاد عن نشر الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وبث الفتنة. إن العلاقات بين الدول يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!