الحسين بنلعايل – موطني نيوز
كشف موطني نيوز أوروبا، بعد تحقيق معمّق استمر عدة أسابيع، عن فضيحة تهز ثقة المستهلك المسلم في أوروبا. فقد أظهرت تحاليل مخبرية أجريت على عينات من لحوم “كاشير” المعروضة في فرنسا وإسبانيا، أن حوالي 50% منها تحتوي على شحوم الحلوف (الخنزير)، في خرق صريح لمعايير الطهارة الدينية المفروضة في الديانات التوحيدية، وعلى رأسها الإسلام.
ولم تقف النتائج عند هذا الحد، بل تبين أن عدداً كبيراً من شهادات “الحلال” المتداولة في فرنسا، بلجيكا وهولندا، هي شهادات مزورة أو مشكوك في صحتها. هذا التزوير يتم غالبًا بتواطؤ جهات تجارية هدفها الربح، على حساب احترام القيم الدينية للمستهلكين.
ويطرح هذا الواقع المؤلم سؤالاً محورياً: من أين يأتي هذا “اللحم الحلال” المزعوم، في دول تمنع الذبيحة الإسلامية أصلاً؟ ففي بلجيكا وهولندا، على سبيل المثال، تم فرض الذبح باستخدام “الصعق الكهربائي” أو “الضوء”، وهو ما يتنافى تماماً مع شروط الذبيحة الإسلامية.
أمام هذه المعطيات الخطيرة، ندعو الجاليات المسلمة في أوروبا إلى مزيد من الحذر والتيقظ، وعدم الاكتفاء بشهادات الحلال الظاهرة على الملصقات، بل البحث في مصدر الذبيحة وطريقة إنتاجها، والتحقق من الهيئات المانحة لهذه الشهادات.
إنها دعوة مفتوحة إلى السلطات الأوروبية لمراقبة هذه التجاوزات، وإلى الهيئات الإسلامية لتحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق المسلمين كمستهلكين، وضمان احترام معتقداتهم.