بنسليمان : “أولاد الخيرية” في مدينة السيبة فوضى خارجة عن السيطرة ومسؤولية غائبة!

عقلوا على هذا الجوج والكارثة قادمة في بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

تغرق مدينة بنسليمان، المعروفة بـمدينة “السيبة”، في مستنقع من الظواهر المشينة التي تفتك بنسيجها الاجتماعي وأمنها العام، لكن بين كل هذه المظاهر، تبرز ظاهرة “أولاد الخيرية” كوصمة عار جديدة، عصابة من القاصرين باتت تجوب شوارع المدينة وأزقتها، تزرع الرعب والفوضى، في مشهد يعكس عجزًا ذريعًا للأجهزة الأمنية والقضائية، وحتى السلطة المحلية، عن بسط سيطرتها وإعادة الأمن إلى نصابه. ففاقد الشيء لا يعطيه، ويبدو أن بنسليمان قد باتت تحكمها قوانين خاصة بها، بعيدًا عن أي منطق أو مسؤولية.

هؤلاء القاصرون، الذين اتخذوا من أحياء المدينة وأزقتها مسكنًا لهم على مرأى ومسمع الجميع، لم يعودوا مجرد أطفال أبرياء ضحايا منظومة فاسدة أو قهر وتعسف، بل تحولوا إلى مصدر إزعاج خطير، وتهديد حقيقي لأمن وسلامة المواطنين. إن التاريخ يعيد نفسه، فبعد أن شهدت المدينة جريمة قتل بشعة ارتكبها أحد نزلاء الخيريات بدم بارد، ها هي اليوم تشهد فصولًا جديدة من الفوضى على يد هذه العصابة، التي تعترض سبيل المارة، وتهددهم بالحجارة، وتتبادل الرشق بأي شيء في الشارع العام، دون أي رادع أو خوف. إن ما يحدث بجنبات مؤسسة يوسف ابن تاشفين ليس سوى دليل صارخ على هذا الانفلات الأمني الذي عجزت الجهات المعنية عن احتوائه، وكأننا أمام مشهد عبثي تتفرج فيه السلطات على تدهور الأوضاع دون حراك.

إن المسؤولية هنا تقع على عاتق الجميع، من وكيل الملك وقاضي القاصرين، إلى الأمن والسلطة المحلية. فكيف يعقل أن دولة سنت قوانين صارمة لحماية الكلاب، وعجزت عن تصحيح أوضاع هذه الفئة من القاصرين، التي باتت تتجول في الشوارع وكأنها جزء طبيعي من المشهد العام، أمر مسلم به لا يستدعي أي تدخل؟ إن هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة اجتماعية عابرة، بل هي قنبلة موقوتة تهدد مستقبل المدينة وأمن سكانها. والصورتان اللتان تظهران هذين الصغيرين، يجب أن تكونا جرس إنذار، فهما ليسا مجرد طفلين، بل هما بذرة لكارثة محتملة في مدينة “السيبة”، كارثة ستكون عواقبها وخيمة على الجميع. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!