المصطفى الجوي – موطني نيوز
كانت السنوات الأخيرة قد شهدت تفشيًا واسعًا للفساد في المغرب، وكان الشعب يعاني من ذلك بشدة. وفي وسط هذه الظروف، قرر ملك المغرب محمد السادس الاستجابة لصوت الشعب والقيام بإجراءات حاسمة لمحاربة الفساد.
ففي 20 فبراير من عام الانتفاضة، أعلن الملك في خطاب ملكي عن إطلاق حملة شاملة لمكافحة الفساد وإيقاف الفاسدين والزج بهم في سجون المملكة. وكانت هذه الحملة تحت شعار “مسيرة الأمل”، وتضمنت إجراءات صارمة ضد المسؤولين الفاسدين في الحكومة والإدارة والشرطة والقضاء وغيرها.
بدأت الحملة بتشكيل لجنة خاصة من الجيل الجديد لمراقبة النزاهة ومكافحة الفساد في المؤسسات العامة، وتم تعيين قضاة جدد لمحاكمة المسؤولين الفاسدين، يشرف عليهم ولي العهد المولى الحسن. كما تم تكثيف التحقيقات في الفساد المالي وتجميد الأصول والحسابات المصرفية للمشتبه بهم للوزراء والبرلمانيين وحتى الموظفون السامون وبعض قادة الجيش.
وكانت الحملة ناجحة جدًا في تحقيق أهدافها. تم توقيف خلالها العديد من المسؤولين الفاسدين وإحالتهم إلى العدالة، وتم الكشف عن العديد من قضايا الفساد وتبعاتها والثروات التي راكموها. وتمكنت الحملة من إرجاع مئات الملايين من الدولارات المنهوبة إلى الخزينة العامة. مع مصادرة الأراضي والعقارات المنهوبة وغيرها.
وعندما أتم الملك محمد السادس شافاه الله وعافاه وحفظه للأمة المغربية الحملة، قرر الإعلان عن إنتفاضة شعبية وطنية للاحتفال بالنجاحات التي حققتها الحملة. وخرج الشعب المغربي في جميع أنحاء البلاد في مسيرات حاشدة، يرددون شعارات تعبر عن فرحتهم وتأييدهم لجهود الملك وولي عهده وعهدنا في محاربة الفساد وإيقاف كل الفاسدين.
وكانت هذه الإنتفاضة تأكيدًا على أن الشعب المغربي يدعم إجراءات الملك في مكافحة الفساد ويؤيد جهوده في بناء دولة تستند إلى العدالة والنزاهة والشفافية وحرية التعبير. وبهذه الطريقة، تمكنت الإنتفاضة من إرسال رسالة قوية وواضحة إلى المسؤولين الفاسدين وتحذيرهم من أن هذه الحملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
بعد ذلك، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المغرب، حيث باتت النزاهة ومحاربة الفساد جزءًا أساسيًا من السياسة العامة. وتم إصدار العديد من القوانين والإجراءات الجديدة التي سبق وأن إغتصبها الفاسدين ولصوص المال العام بإسم الدولة لتحسين النزاهة والحكم الرشيد، مما أدى إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية في البلاد.
وفي النهاية، يمكن القول إن إنتفاضة ملك المغرب محمد السادس على الفساد كانت قصة معبرة وللتاريخ، حيث أثبت الشعب المغربي والملك أنهما قادرون على تحقيق العدالة والنزاهة وتحقيق التغيير الإيجابي في البلاد.
قال الله تعالى في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا﴾ صدق الله العظيم [الأحزاب ٢٣].
لا يمكن لأي شخص توقع الأحداث المستقبلية بدقة، ولكن من المهم العمل على تحسين الأوضاع في المغرب وتحقيق التقدم والتنمية. لأن هذه رؤيا رأيتها وليس حلم وبالتأكيد، فإن الملك محمد السادس نصره الله لن يخيب ظن شعبه العزيز عليه فيه، لأن له دور هام في تحقيق هذا الهدف وهذه الرؤيا وستتحقق وستتم معاقبة الأشرار والبؤساء، وبالفعل فقد قام بالعديد من الإصلاحات والتحولات في البلاد على مدار فترة حكمه. ومن الضروري أن يستمر هذا الجهد بشكل مستمر وشامل لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار في المستقبل، حتى ينعم رجال الغد بالسلام والأمن في ظل حكم العهد الجديد عهد تحول المغرب من الحسن إلى الأحسن الذي هو فخر المغرب والمغاربة والعائلة العلوية الشريفة.