
الحسين بنلعايل – موطني نيوز
في يومٍ لن ينساه سكان دوار أيت اشعو، حيث تلامس السماء قمم الجبال الشاهقة، وقفت إرادة جمعية الرحمة الخيرية شامخةً أمام تحديات الطبيعة القاسية. ففي الرابع والعشرين من يوليو 2025، وبينما كانت الشمس تُسجّل درجات حرارة قاربت الخمسين، وتحت ظل جبل تبقال العملاق، دُشّن مشروع المدرسة الجديدة على ارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر. لم تكن الحرارة المرتفعة سوى شاهدٍ على حماسٍ أكبر، إذ تحوّل الحدث إلى مناسبة تاريخية، غمرتها فرحةٌ مباركةٌ ما شاء الله، رسمتها ابتسامات الأطفال وعيون كبار السن المشرقة بالأمل.
هذا الصرح التعليمي، الذي جاء ثمرةً لجهود مؤسسة الرحمة و مؤسسة السنابيل التعليمية بأنفرس هوبوكن، ليس مجرد جدران وأسقف، بل هو نافذةٌ تطلّ منها الأجيال القادمة على مستقبلٍ زاهر. ففي منطقة نائية مثل دوار أيت اشعو، حيث تشحّ الموارد وتتحدّى الظروف الجغرافية والمناخية حلم التعليم، يصبح كل حجرٍ في هذه المدرسة خطوةً نحو كسر حلقة الفقر والجهل.
المشروع، الذي يحمل بصمة الشيخ سعيد المداوشي رئيس مؤسسة “الرحمة الخيرية”، هو رسالةٌ واضحةٌ بأن العطاء لا يعرف المستحيل. فما كان لبرودة الجبال أو حرارة الشمس أن تثني القلوب المؤمنة بقيمة العلم وقدرته على تغيير المجتمعات. الساكنة المحلية، التي استقبلت المدرسة بزغاريد الفرح والدعوات الصادقة، رأت في هذا الإنجاز بدايةً لفصلٍ جديدٍ من العدالة الاجتماعية، حيث يحقّ لكل طفلٍ، مهما بعدت مسافاته أو صعبت طريقه، أن يمسك بيده قلماً ودفتراً ويبني أحلامه.
هذه المدرسة ليست مجرد مبنى، بل هي شعلةٌ تنير دروب المعرفة في مكانٍ كاد الظلام أن يطغى عليه. إنها تذكيرٌ لنا جميعاً بأن الأعمال الخيرية، عندما تُبنى بإخلاصٍ وتُدار بحكمة، يمكنها أن تصنع المعجزات. فتحيةً لكل من ساهم في هذا المشروع، وكل من يجعل من العطاء رسالةً، ومن التعليم سلاحاً لمحاربة الجهل والفقر. لأن الأمل، عندما يزرع في قمم الجبال، لا بدّ أن ينمو ويُثمر.
المرجو الضغط هنا لمشاهدة فرحة الاطفال و المسنين ببناء مدرسة الأمل في قمم الجبال.