
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خضم الاحتفاء بمبادرة المستشار الجماعي حفيظ حليوات، التي وصفت بالرائعة والسابقة في بنسليمان، والتي جاءت لتعالج عجز الجماعة وشركة النظافة والسلطة المحلية عن التعامل مع أزمة النفايات، يبرز سؤال جوهري يلقي بظلاله على هذا الإنجاز الظاهري، أين ذهبت أطنان الأزبال التي تم جمعها؟ لقد هلل الجميع للمشهد الذي أظهر شوارع المدينة وهي تتخلص من أكوام القمامة، لكن أحداً لم يتوقف ليتساءل عن المصير الحقيقي لأكثر من 20 طناً من النفايات المنزلية التي حملتها شاحنة تتجاوز حمولتها 35 طناً. هل تم توجيهها إلى المطرح القانوني في بني يخلف، أم إلى جهة أخرى مجهولة؟
دورنا في “موطني نيوز” يقتضي البحث والتحري، ولقد كشفت عدستنا عن حقيقة صادمة، كل تلك الأطنان من الأزبال تم التخلص منها في نفس المكان الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً، المطرح القديم “زبالة البوراقي”. هذا المطرح الذي أصدر السيد العامل قراراً صارماً بمنع رمي الأزبال فيه، تم ضرب تعليماته عرض الحائط وبكل وقاحة. إن من أمر بإفراغ حمولة تلك الشاحنة الضخمة قرب دوار مأهول بالسكان لا يعترف بالقانون ولا يبالي بصحة الناس. فماذا جنينا إذا كنا قد نظفنا الشوارع من الأزبال لنغرق المدينة بها في مطرح قديم تحول إلى مطرح جديد يقع في قلب المدينة، ووسط مؤسسات حكومية، وبعض الوحدات السكنية، والحي الصناعي؟
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة الآن هو، من يريد إغراق مدينة بنسليمان في الأزبال؟ إنها ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي استهتار واضح بالصحة العامة وبالقرارات الرسمية. إن المبادرات التي لا تكتمل بحلول جذرية ومسؤولة تتحول إلى مجرد مسكنات مؤقتة وحلول ترقيعية تزيد الطين بلة. فبينما يتغنى البعض بالإنجاز، تظل الحقيقة المرة أن بنسليمان تواجه كارثة بيئية وصحية وشيكة، بفعل قرارات غير مسؤولة تتجاهل القانون وتضرب عرض الحائط بصحة وسلامة المواطنين.
ولمعرفة مكان جمع النفايات المنزلية في بنسليمان المرجو الضغط هنا.