المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل توتر الأجواء الاجتماعية بمدينة بنسليمان، نظم عمال استغلالية أوزون الشاوية وقفة احتجاجية صارخة أمام مقر العمالة عشية يوم الخميس 25 يوليوز الجاري، في خطوة تندرج ضمن مسلسل مطالب متصاعدة تطالب بتسوية أجورهم المتأخرة، وإزاحة مدير الاستغلالية المتهم بالغياب المتواصل والتورط في مؤامرات تستهدف إقصاء مجموعة من العمال الذين يُنظر إليهم كمصدر إزعاج لإدارته. المشهد الاحتجاجي، الذي حمل بين طياته غضباً متراكماً، لم يلقَ أي تجاوب من السلطات المحلية، رغم التهديدات الصريحة بوقف كل الأعمال بالمدينة، مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى جدية الحوار الاجتماعي في ظل تعامل يبدو وكأنه يُقصي فئة عمالية تشكل عصباً حيوياً في المنظومة الاقتصادية المحلية.
اللافت في الوقفة الاحتجاجية هو ذلك الصمت الرسمي المطبق، حيث لم تكترث السلطات بفتح أي قناة اتصال مع المحتجين، وكأن أصوات العمال، الذين يحملون على أكتافهم عبء تشغيل مرافق حيوية، لا تُسمع أو لا تُعتبر ذات قيمة. هذا التجاهل يأتي في وقت يُعتبر فيه الحوار الاجتماعي ركيزة أساسية لحل أي أزمة مهنية، خاصة عندما تتعلق بقضايا أجور متعثرة وحقوق مهدورة. الخطير في الأمر أن هذا الصمت قد يُفاقم من حدة التوتر، خصوصاً مع تنظيم وقفة احتجاجية ثانية صباح يوم الجمعة أمام مقر الباشوية، في مؤشر على أن العمال قد يلجؤون إلى تصعيد احتجاجي أكبر إذا استمرت السلطات في تجاهل مطالبهم المشروعة.
الأمر لا يتوقف عند مطالب مالية بحتة، بل يتعداها إلى ملف إداري شائك يتعلق بمدير الاستغلالية، الذي يتهمه العمال بالغياب الدائم والمتواطئ في إقصاء عناصر تعتبر شوكة في ظهر إدارته. هذه الاتهامات تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى نزاهة الحكامة الإدارية في تدبير الشأن الداخلي لهذه الاستغلالية، وما إذا كانت هناك أطراف تستغل مواقعها لتسوية حسابات شخصية على حساب حقوق العمال. الوضع برمته يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لإنصاف هذه الفئة العمالية، وفتح تحقيق جاد في الادعاءات المثارة، قبل أن يتحول الاحتقان إلى شرارة لا يُحمد عقباها. فالعمال ليسوا مجرد أرقام في سجلات الرواتب، بل هم شركاء حقيقيون في أي تنمية محلية، واستمرار تجاهل مطالبهم لن يكون إلا إجهازاً على ما تبقى من جسور الثقة بينهم وبين المسؤولين.