
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يُجسد مرارة الاستغلال وصمت الضمائر، يجد عمال شركة أوزون للنظافة بجماعة تمارة أنفسهم رهائن لواقع مُزري، حيث تُسحق كرامتهم تحت عجلة التهميش والتفرقة في صرف الأجور. فبعد أكثر من شهر و22 يومًا من العمل المضني في ظروف قاسية، ما زالوا ينتظرون حقوقهم المهضومة، بينما تثقل كاهلهم أعباء الحياة وقسوة الالتزامات المادية التي لا تُنصف ضعفاء.
الأمر لا يتعلق هنا بتأخير روتيني، بل بانتقائية صارخة في التعامل مع ملف الأجور، كشفت عن وجه قبيح للفساد الإداري. فبينما تمت تسوية مستحقات بعض “المُختارين” – وعلى رأسهم مدير الاستغلالية بتمارة ونائبه (إبراهيم.ع) الذي يُشَغلُ حاليًا بفندق الزيايدة بلاص ببنسليمان بدون وجه حق، و(عبد العزيز) الموظف بالإدارة بالرباط – بُترت حقوق العمال البسطاء، الذين لا يملكون سوى عرق جبينهم لمواجهة جشع المتسلقين.

لكن الأكثر إثارة للاشمئزاز هو التستر المُمنهج على فوضى التسيير، التي تُدار خلف ستار من الصمت المشبوه. كيف لعامل ينتمي لاستغلالية أوزون بتمارة أن يُنقل للعمل بفندق الزيايدة بلاص في بنسليمان؟ ومن يغطي غيابه المتكرر بينما يُنقّط باسم جماعة تمارة؟ ولماذا تُسخر سيارة خدمة الشركة لتنقلات نائب المدير خارج النطاق الجغرافي للعمل؟ أسئلة تفضح شبكة من المحسوبية والتدليس، تورط فيها مسؤولون محليون، بدءًا من الباشا إلى مُتابعي ملف التدبير المفوض، الذين يبدو أنهم يقرؤون تقارير وهمية بينما العمال يصرخون في الفراغ. وإذا لم يعلموا بهذه الفوضى، فها نحن نزفها لهم لعلهم يتحركون.
الصورة التي رصدها موقع “موطني نيوز” لنائب المدير متواجدًا بفندق الزيايدة بلاص البعيد، وسيارة الخدمة المُعَدة لمراقبة شوارع وازقة تمارة تحولت إلى وسيلة نقل شخصية على حساب مالية الجماعة ودافعي الضرائب، ليست سوى غيض من فيض. فهل يعلم السيد العامل مصطفى النوحي بحقيقة هذه المهزلة؟ أم أن الحقيقة تُختزل في أرقام مزورة تُقدم له وللسيد الباشا وللمكلف بملف النظافة داخل الجماعة؟ العمال لم يعودوا يطلبون الإنصاف، بل ينتظرون ضميرًا يتحرك في دوائر المسؤولية، قبل أن تتحول معاناتهم إلى شرارة تُحرق كل صمت.
ملحوظة : سنعود لهذا العامل بخصوص رحلاته المكوكية كل شهر لمالي و السودان ودوره هناك بعدما كان حلاقا للرئيس.