
بنلعايل الحسين – موطني نيوز
في زمن الصمت العربي المُخجل، وفي ظل المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، يخرج ملك بلجيكا فيليب، الرجل الأوروبي، المسيحي، الغربي، ليُدين بلا مواربة ما وصفه بـ”العار على الإنسانية جمعاء”. قالها بوضوح أمام شعبه والعالم عشية العيد الوطني لبلاده، بينما لا تزال أغلب الأنظمة العربية تلوك عبارات مائعة أو تلتزم الصمت القاتل.
إن خطاب الملك فيليب لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل كان موقفًا أخلاقيًا، إنسانيًا، يحمل من الجرأة ما لم نجده في خطابات من يفترض أنهم “خُدّام الحرمين” أو “حماة الأمة”. فهل فقدنا نحن، أهل القضية، القدرة على النطق؟ أم أن عروشهم ترتجف أمام الحقيقة التي لا تُرضي الحليف ولا تُزعج الكرسي؟
ملك بلجيكا لا تجمعه بفلسطين لا لغة، ولا دين، ولا دم، ومع ذلك تكلّم، وتحرك ضميره، وقال كفى. فماذا نقول نحن عن من يملك كل هذه الروابط ويتحرك فقط حين يُسمح له؟ أين هم أولئك الذين يفاخرون بالإسلام والعروبة في خطبهم، بينما غزة تُمطر نارًا ودمًا؟
إنه عار علينا أن يكون صوت الحق قادمًا من قصر ملكي في أوروبا، بينما القصور العربية غارقة في الصمت والتواطؤ. التاريخ لن ينسى، والشعوب لن تغفر.
تحية تقدير لملك بلجيكا فيليب، فقد قال ما عجز عنه من يفترض أنهم أهلنا، وبكى على غزة من لم يعرفها إلا من شاشات الأخبار، بينما صمّ عنها من وُلد على ترابها أو بجوارها.