
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يكرّس الإهمال ويُجسّد الفوضى، تتحول مدينة بنسليمان إلى ضحية صامتة تحت وطأة استغلالية أوزون الشاوية، التي كان من المفترض أن تكون شريكا في الحفاظ على نظافة المدينة وجمالها، فإذا بها تتحول إلى عبء ثقيل على كاهل الساكنة والبيئة معاً. الأدهى من ذلك أن هذه الشركة، بدلاً من أن تلتزم بدورها، اختارت أن تدفن المدينة تحت جبال من الأزبال في المطرح القديم “زبالة البوراقي” الذي تم إغلاقه رسمياً، وكأن القرارات الإدارية والبيئية مجرد حبر على ورق.

في تواطؤ مكشوف، تُلقى النفايات بلا حياء في موقع مجاور لتجزئة سكنية والحوض مائي وحي صناعي ومركز التدريب الجمركي، مما يطرح أسئلة محرجة، من أعطى الضوء الأخضر لفتح هذا المطرح العشوائي؟ ومن يقف خلف هذه الفوضى المُمنهجة؟ وهل السيد العامل، الذي يفترض أن يكون حارساً للمصلحة العامة، على علم بهذا الانهيار البيئي أم أنه، كما هو متعارف عليه، “آخر من يعلم”؟ الأكيد أن من سمح بهذه الكارثة لا يهتم بصحة المواطنين ولا بسلامتهم، بل إن غرضه يبدو واضحاً: الانبطاح لمصالح شركة لحاجة في نفسه هو.

تحقيق ميداني لـ”موطني نيوز” كشف الوجه القبيح لهذه الجريمة البيئية. الشريط المصور التي التقطته العدسة تُظهر جلياً كيف تُنقل الأزبال المنزلية تحت غطاء “مخلفات نباتية Déchets verts”، في عملية احتيالية تفضح استهتار الشركة وتهربها من المسؤولية. الشاحنات التي يفترض أن تحمل بقايا النباتات تخفي في قاعها نفايات منزلية، مما يؤكد أن الخداع أصبح سياسة ممنهجة.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن، أين هي الرقابة؟ وأين هي هيئات الحماية البيئية؟ وأين الجهات التي يفترض أن تحقق في هذه الانتهاكات؟ نحن أمام جريمة في حق الأرض والإنسان، جريمة لا يمكن السكوت عنها. آن الأوان للدرك الملكي أن يفتح تحقيقاً شاملاً لمعرفة كل المتورطين في هذه الفضيحة، من المسؤولين المحليين إلى مدراء الشركة. فصحة الناس ليست سلعة، والبيئة ليست مزبلة للمتلاعبين.

بنسليمان تستغيث، فهل من مُجيب؟ وبدورنا لن نسكت وسنستمر في فضح كل المتلاعبين. ومن اصبح يعطي التعليمات للعمال مدير الإستغلالية أو (أ.ر) الذي لا هم لها سوى تشغيل عائلتها واخرهم شقيقيها الذي جعلته رقم 2 في هرم هذه الاستغلالية الفاشلة، وما خفي أعظم.
ولمن فاتته هذه الكارثة البيئية المرجو الضغط هنا ونشر الشريط حتى يفتضح امر هذه الشركة ومن يحميها.