
المصطفى الجوي – موطني نيوز
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تشهد الساحة السياسية في إقليم بنسليمان حركية غير مسبوقة، حيث تخلت المنافسة عن وجوه بارزة كانت تشكل محور الصراع في الدورات السابقة، لتحل محلهم أسماء جديدة تسعى لملء الفراغ السياسي الذي خلفه غيابهم. فبعد أن كان المشهد محتشدا بأسماء لامعة مثل الرفيق سعيد الزيدي الذي تعرض لمكيدة خبيثة و ممنهجة، ومحمد كريمين الذي ما زال رهن الاعتقال بسجن عكاشة، إضافة إلى امبارك عفيري الذي تجرد من مهامه كرئيس لجماعة المنصورية، أصبح الطريق ممهدا أمام جيل جديد من السياسيين منهم الطموحين ومنهم الوصوليين و الانتهازيين.
في هذا السياق، يبرز اسم الشاب ياسين عكاشة، مرشح التجمع الوطني للأحرار، كأحد الأسماء الأوفر حظا للظفر بمقعد برلماني، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به من قبل فئة الشباب، وخطابه السياسي الذي يركز على قضايا التنمية المحلية ومحاربة الفساد. ولا يخفى على المتابعين أن عكاشة يمثل الجيل الجديد من السياسيين الذين يسعون إلى كسر الاحتكار التقليدي للمشهد السياسي في الإقليم.
إلى جانبه، يترشح كريم الزيادي عن حزب الأصالة والمعاصرة، وهو اسم معروف في الأوساط السياسية المحلية، لكنه يواجه تحديا حقيقيا في ظل تراجع شعبية الحزب على المستوى الوطني. أما حزب الاستقلال، فيعتمد على أحد أقدم وجوهه، أحمد الدهي، الذي يحاول استعادة بريقه السياسي مستغلا شبكة علاقاته الواسعة وارتباطه بتاريخ الحزب في المنطقة.
لكن المفاجأة التي قد تعيد رسم خريطة المنافسة تكمن في احتمال ترشح سعاد الزيدي، نجلة الراحل أحمد الزيدي، التي إن دخلت المعترك الانتخابي، فستكون عنصرا مفاجئا قد يقلب الموازين، خاصة في ظل الإرث السياسي الذي تحمله عائلتها والعلاقات الواسعة التي تتمتع بها في أوساط الناخبين.
في خضم هذه التطورات، تظل المنافسة محتدمة بين الأسماء الثلاثة الرئيسية: ياسين عكاشة، كريم الزيادي، وأحمد الدهي، مع احتمال أن تدخل سعاد الزيدي كعامل مفاجئ يعيد ترتيب الأوراق. ومع ذلك، يبقى عكاشة هو المرشح الأقوى في هذه المعادلة، نظرا للزخم الشعبي الذي يتمتع به وقدرته على تجاوز الخطابات التقليدية.
هكذا تدخل بنسليمان استحقاقاتها الانتخابية بمشهد سياسي جديد، تختفي فيه أسماء وتبرز أخرى، في سباق محموم سيكشف عن مدى قدرة التيارات السياسية الجديدة على فرض نفسها، أو استمرار هيمنة التحالفات التقليدية. الانتخابات المقبلة، بكل تأكيد، ستكون محكا حقيقيا لقياس اتجاهات الرأي العام في الإقليم، ومدى تقبله للتغيير أو تمسكه بالوجوه المعتادة.
علما ان ساكنة إقليم بنسليمان لا تصوت لا على الشخص و لا البرنامج ولكنها تصوت بالمقابل لا غير لانها غير معنية لا بتغيير و لا بالتنمية.