بنسليمان : التسيب والفوضى في أوزون الشاوية فساد يطحن المدينة في صمت

عينة من الأزبال المتراكمة اليوم في بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز

تعيش استغلالية أوزون بنسليمان حالة من الفوضى العارمة، حيث أصبحت المدينة غارقة في الإهمال والتدهور تحت وطأة الفساد الإداري والوظيفي الذي يُدار بتواطؤ مريب من طرف رئيس الجماعة، الذي يُشتبه في تورطه في تزكية أعوانه ضمن اللوائح الانتخابية في المرسلة التي وجهت لوزارة الداخلية. المشهد اليومي في بنسليمان يُصوّر كارثة بيئية وإدارية، فالأزبال تتراكم في الأحياء والأزقة، بينما تُدار المناصب الحساسة في الشركة المحلية بعقلية المحسوبية والزبونية، حيث يُنصب الأقارب والمقربون في مناصب لا يستحقونها، بينما المدينة تختنق تحت ركام الإهمال.

الصورة القاتمة لا تقتصر على الإدارة المحلية فحسب، بل تمتد إلى المدير الفعلي للاستغلالية، الذي يُعتبر “مقدسًا” في نظر السلطات رغم الأداء الكارثي. فبعد نقله القسري إلى جهة آخرى وإعادته مرة آخرى لبنسليمان، تحولت الاستغلالية إلى فضاء للفوضى، حيث تكاثر عدد “المسؤولين” و”المراقبين” دون أي تحسين ملموس في الخدمات، بل زادت الأمور سوءًا. والنتيجة؟ شوارع مكتظة بالقمامة، ومواطنون غاضبون، ومساءلات تُرفع نحو العامل الجديد للإقليم، الذي يُنتظر منه كسر هذه الحلقة المفرغة من الإفلات من العقاب ووضع حد لهذا التسيب.

شاحنة لنقل بقايا الاشجار و الاغراس تحمل الازبال المنزلية

أما بخصوص عمال الجماعة العرضيين، فالغموض يلفّ أعدادهم ومهامهم، رغم أنهم يتقاضون أجورهم من المال العام. فمن يخضع منهم للمساءلة؟ ومن يضمن أنهم يؤدون العمل المطلوب؟ الأسئلة تكشف ثغرات نظام إداري يعاني من اختلالات عميقة، حيث تتحول الوظيفة العامة إلى وسيلة للاستفادة الشخصية على حساب المصلحة العامة.

فبنسليمان، التي يُفترض أن تكون نموذجًا للتنمية المحلية، أصبحت مثالًا صارخًا على كيف يُمكن للفساد والإدارة الفاشلة أن يُحولا مدينة إلى فضاء للفوضى. آن الأوان لتدخل حاسم يقطع مع هذه الممارسات، ويُعيد للمواطن الثقة في مؤسساته، قبل أن يتحول الإهمال إلى سمة دائمة تُنهك المدينة وتُهدر حقوق أبنائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!