
حسن سمومي – موطني نيوز
دعونا نطلق العنان لخيالنا الخصب، ثم نعود لنواجه الواقع بعينين مفتوحتين، واقعًا يعج بضحايا الخطاب المُغرض والتمييز المُمنهج. فكم من مرة يُستغل تلك القطعة من القماش – التي تذكرنا بالسيدة مريم العذراء، أم السيد المسيح، والتي نراها في كل الكنائس، والتي كانت تُعتبر زيًّا شريفًا بين النساء الكورسيات المحترمات – لتحويلها إلى أداة لتشويه صورة دين بأكمله هو الإسلام، ووصم مجتمع برمته؟
إنها ليست مجرد قطعة قماش، بل أصبحت ستارًا يخفي وراءه كراهيةً صريحةً يعلنها وزيرٌ من المفترض أن يكون حاميًا للمواطنين من كل عنف لفظي أو جسدي. لكنه، للأسف، ليس سوى مصارع ثيران متخفيًا ببدلة رسمية، يخفي سيفًا ذا حدين ليذبح به مجتمعًا بأكمله، ويقصي خصومه السياسيين، أمام جمهورٍ يصفق له بلا وعي.
اختيار ارتداء هذه القطعة من القماش أو عدمه هو حقٌ شخصي بحت، تمامًا كما أن عدم ارتدائها لا يبرر لأحد ارتكاب الجرائم أو الانحراف. فكما أن هناك سياسيين ينهبون الأموال العامة، أو يمارسون العنف الجنسي، أو يطلقون تصريحات عنصرية، فإن ارتداء الزي لا يعفي أحدًا من المساءلة القانونية أو الأخلاقية. فكما يقول المثل: “لا تُقاس الفضيلة بالثياب!”
إن شعارات “حرية، مساواة، إخاء” التي نرفعها بدأت تفقد بريقها ومصداقيتها، إذ كيف ننادي بالمساواة ونحن نفرق بين الناس بناءً على مظهرهم؟ كيف ندعي الحرية ونحن نُقصي من يختلف عنا؟
فهلا وعى من له أذنٌ صاغية!
حسن سمومي صحفي وخبير في علم الجريمة