المصطفى الجوي – موطني نيوز
في خطوة تصعيدية تكشف عن عمق الأزمة التي تعصف بالعمل الاجتماعي والإنساني، وجهت الأطر شبه الطبية العاملة بجمعية “معاقون ذهنياً بلا حدود” بمدينة بنسليمان، نداء استغاثة عاجلاً إلى مدير التعاون الوطني بالرباط، مطالبة إياه بالتدخل الفوري لصرف أجورهم المتوقفة منذ بداية السنة الجارية.
هذه الرسالة، التي تحمل في طياتها مرارة الإهمال وخيبة الأمل، لا تفضح فقط الوضع المالي الهش لهذه الفئة من العاملين في القطاع الجمعوي، بل تكشف أيضاً عن واقع مرير يعيشه الأطفال في وضعية إعاقة وأسرهم، الذين وجدوا أنفسهم ضحية صراعات إدارية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فبينما يستمر الصراع بين أعضاء المكتب المسير السابق حول مناصب المسؤولية، والذي أدى إلى تعثر الإجراءات الإدارية وتوقف صرف الأجور، تظل الأطر الشبه الطبية، رغم تفانيها واستمرارها في أداء مهامها اليومية، معلقة بين سندان الواجب الإنساني ومطرقة الحقوق المادية المهضومة.
إن هذه الأزمة لتطرح سؤالاً حارقاً حول مصداقية الشعارات التي ترفعها بعض الجمعيات والمؤسسات، وحول مدى قدرة المنظومة الحالية على حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية الموجهة إليهم. فهل سيظل صوت هذه الأطر حبيس الأدراج، أم أننا سنشهد تدخلاً حاسماً يعيد الأمور إلى نصابها، ويحفظ كرامة العاملين وحقوق المستفيدين على حد سواء؟