تازة : إنطلاق الدورة العادية للجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس–مكناس لشهر يونيو 2025

الدورة العادية للجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية

أسية عكور – موطني نيوز 

احتضنت مدينة تازة، يوم الخميس 26 يونيو 2025، أشغال الدورة العادية للجمعية العامة لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس–مكناس، بحضور أعضاء الغرفة وعدد من الشركاء المؤسساتيين والمهنيين، وذلك لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بتطوير قطاع الصناعة التقليدية وتثمين دور الحرفيين في النهوض بالاقتصاد الجهوي.

استُهل اللقاء بايات بينات من الذكر الحكيم تم كلمة السيد رئيس غرفة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ، جرى خلالها التأكيد على الدور الحيوي للصناعة التقليدية كرافعة للحفاظ على الموروث الثقافي والاقتصادي بالجهة. كما دعى إلى تعزيز الشراكات مع مختلف الفاعلين، وتكثيف الجهود لدعم المشاريع التي تستهدف تحسين أوضاع الصناع التقليديين وتمكينهم مهنياً واجتماعياً، في إطار رؤية مندمجة وتشاركية.

تميزت هذه الدورة بجدول أعمال غني، افتُتح بعرض محضر الدورة السابقة لشهر فبراير 2025، والتقرير الأدبي للدورة الحالية. كما تم تقديم مجموعة من العروض التمويلية التي تستهدف الحرفيين، وتمت المصادقة على اتفاقية شراكة مع مؤسسات بنكية لتوفير خدمات مالية ملائمة وميسّرة لفائدة الصناع التقليديين بالجهة.

وفي السياق ذاته، قُدم عرض من طرف السيد المدير الجهوي للبريد بنك عروض تمويلية خاصة بالصناع التقليديين وايضا عرض من المديرة الجهوية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، سلط الضوء على مستجدات ورش تعميم التغطية الصحية، والتدابير المتخذة لتسهيل ولوج المهنيين لهذا النظام الاجتماعي.

كما صادقت الجمعية العامة خلال هذه الدورة على مجموعة من الاتفاقيات التي تروم تطوير القطاع، من أبرزها:

اتفاقية لحماية الحرف المهددة بالاندثار، في إطار برنامج التنمية الجهوية للفترة 2022–2027.

اتفاقية لتحديث نظام التصديق على المكتسبات المهنية (VAEP)، بعد تحيينه من قبل الوزارة الوصية.

اتفاقية لتأهيل وتوسيع المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بفاس، بهدف تحسين جودة التكوين ورفع القدرة الاستيعابية للمؤسسة.

كما شهد اللقاء نقاشًا معمقًا حول واقع البنيات التحتية المرتبطة بقطاع الصناعة التقليدية، كالفنادق المهنية والمركبات الحرفية والأسواق النموذجية. وتم الوقوف على عدد من التحديات، من بينها مشاكل الصيانة وضعف الجاذبية الاقتصادية لبعض المنشآت.

ولمواجهة هذه التحديات، تم اقتراح حزمة من الحلول، شملت تحديث الفضاءات المهنية، تحسين العرض التجاري، اعتماد آليات تدبير تشاركية، وربط هذه الفضاءات ببرامج التنمية السياحية والثقافية لجعلها مراكز نابضة بالحياة الاقتصادية والتكوينية.
تم خلال هذه الدورة عرض البرنامج السنوي للمعارض الجهوية لسنة 2025، والذي يهدف إلى دعم التسويق، تشجيع الابتكار، وإبراز غنى وتنوع المنتوجات الحرفية بالجهة. كما تم تشكيل اللجان الدائمة بالغرفة وتحديد اختصاصاتها لتتبع تنفيذ مقررات الدورة وتنسيق الجهود بين مختلف الأطراف.
أشغال هذه الدورة العادية الإرادة القوية لغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس–مكناس لمواصلة دعم الحرفيين، والحفاظ على التراث الحرفي الأصيل، من خلال مشاريع ملموسة تساهم في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للقطاع، وفق منظور تنموي مستدام ومتكامل.

وأكدت مختلف التدخلات خلال الدورة على أهمية مواصلة العمل الجماعي لتأهيل القطاع، خاصة عبر تعزيز التكوين، تحسين ظروف العمل، وضمان الحماية الاجتماعية، لا سيما في الوسط القروي.

تعتبر هده محطة مفصلية ضمن مسار عمل غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس–مكناس، باعتبارها فضاءً لتعزيز الحكامة، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وتحديث آليات الإنتاج والتسويق، بما يخدم تطلعات الحرفيين ويساهم في التنمية المستدامة للجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!