بنسليمان : جماعة أهل الكهف صحوة الانتهازيين عند شم رائحة 300 مليون

النافورة يوم كان لنا مجلس بلدي

المصطفى الجوي – موطني نيوز

يبدو أن سبات جماعة “أهل الكهف” في بنسليمان لا ينقطع إلا عندما تهب رياح المال، فالنعاس الطويل الذي كان يغلف أعينهم يتبدد فجأة عندما تلوح في الأفق فاتورة مالية تُقدَّر بثلاثمائة مليون سنتيم. هذه المرة، تحوَّلت القاعة البلديّة إلى ساحة حربٍ خفية، حيث يتنافس الانتهازيون والوصوليون على “الهمزة” – لا همزة القطع أو الوصل، بل همزة المصلحة الشخصية.

المشهد مضحكٌ بامتياز فالنافورةٌ توقفت عن العمل بعد بضع دقائق من تشغيلها، ومداراتٌ تحتاج إلى إصلاح، لكنّ ما يثير الاهتمام الحقيقي هو ذلك المبلغ السحري الذي أيقظ الجميع من سباتهم. فجأة، تحوّل الجميع إلى مهندسين وخبراء في البنية التحتية، كلٌّ منهم يمتلك “مقاوله المفضّل” الذي يجب أن يحصل على نصيبه من “الكعكة”. الرئيس نفسه في الصف الأول، وكأنّ المنافسة على أشدّها – لا على من يخدم المدينة أفضل، بل على من يضمن أن اسمه مدرج في “الوزيعة”.

والسؤال الذي يُطرح هنا : أين هي السلطة المحلية من كل هذا؟ أين هو السيد العامل الذي اقترح المبلغ؟ وأين هو الباشا الذي يجب أن يراقب هذه الألاعيب ولا يتركهم ينفردون بالوزيعة؟ إذا استمرّ الوضع على هذا النحو، فسنستيقظ ذات صباح لنجد أن المدارات لم تُصلح، والنافورة ما زالت معطلة، والثلاثمائة مليون سنتيم قد تبخرت في فواتير وهمية وصفقات مشبوهة.

وبالتالي الساكنة هي من سيدفع الثمن، كالعادة. فمرحبا بكم في حلقة جديدة من مسلسل “أكل الكتف”، حيث المال العام يُقتسم في الظل، والمشاريع تتحول إلى أوهام، والمسؤولون يغرقون في سباتهم العميق…حتى تهب رياح المال مرة أخرى! والحرب قد اندلعت هذا الصباح والله يلطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!