بنسليمان : صحافة الذل أو حين يبيع القلم كرامته للسلطة فتهينه

الاعلام والصحافة في المغرب

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

قلتها في السابق وسأكررها مرارًا وتكرارًا، إن طريقة تعاطي المراسلين الصحفيين مع الأحداث الإقليمية، وخاصة الأنشطة الرسمية، لن ترفع من قيمتكم ولن تقربكم من رجال السلطة. التطبيل والتهليل للعامل الجديد قبل أن ينصب لن يزيدكم إلا ذلاً واحتقارًا. وها أنتم اليوم تقفون على ما جنت أيديكم وهواتفكم.

قلنا لكم إن عملكم يجب أن ينصب على تقويم الاختلالات وفضح كل الممارسات التي تضرب تنمية هذا الإقليم ومستقبله في مقتل. لكن للأسف، اعتقدتم أننا نريد أن نخرجكم عن السكة، وقررتم أن تتموقعوا في خانة تلميع صورة المخزن وتتبع أنشطتهم التي هي في الأصل واجبهم الذي يتقاضون بسببه رواتب شهرية.

قلنا لكم إن سمير اليزيدي ليس هو مصطفى المعزة وليس هو الحسن بوكوطة، فلكل حساباته، ولكل واحد منهم طريقته في العمل. فمنهم المتفتح ومنهم المنغلق، ومنهم من يحترم الصحافة ويقدرها، ومنهم من يعتبرها شرًا لا بد منه، ومنهم من يكرهها ومستعد للزج برجالاتها في السجن إن هو أتيحت له الفرصة.

وما منع المنابر الإعلامية اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 من حضور دورة يونيو للمجلس الإقليمي لبنسليمان بإعتبارها في جلسة علنية بقوة القانون، سوى رسالة واضحة من طرف السلطات الإقليمية، وفي مقدمتهم السيد العامل الجديد، مفادها “أنتم غير مرغوب فيكم”. وكل هذا راجع لطريقة تعاطيكم مع الأحداث الإقليمية وتهافتكم على ربط علاقات مع هذا المسؤول أو رئيس الجماعة، وتركتم رسالتكم النبيلة، ألا وهي تنوير الرأي العام وتعرية وانتقاد كل الممارسات التي تسير عكس التوجهات الكبرى للدولة. فاليوم المجلس الإقليمي وغذا ستمنعون من ولوج مقر العمالة ككل.

لن أقول إنني أشفق عليكم، ولكني أرثي حالكم. وهذه ليست الأولى، فقد سبق وأن منعتم من حضور دورات بجماعات ترابية أخرى، ومع ذلك عدتم لجلادكم ولمن أقفل الأبواب في وجهكم. فطوبى لكم ولما أصبحتم عليه. نصيحة مني: لا تخلقوا من أنفسكم دودة أو حشرة تزحف على الأرض حتى لا يداس عليكم. وعزاؤنا وعزاؤكم واحد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.واياكم أن تتوهموا أن منعكم هو خوف من أقلامكم وقوة تحقيقاتكم. بل على العكس فهذا إستقواء عليكم وهذا غيض من فيض فالدولة المغربية بقواها وتاريخها، في عام 2024، احتلت المرتبة 149 من أصل 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة الصادر عن **منظمة مراسلون بلا حدود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!