بنسليمان : مدينة تحت نير الفساد والإهمال! ونداء عاجل للسيد العامل للتدخل قبل فوات الأوان! (شاهد)

عامل إقليم بنسليمان الجديد

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

نكتب إليكم اليوم، لا بصفتنا مواطنين عاديين، بل كصوت يصدح من أعماق مدينة بنسليمان المنكوبة، التي ابتلاها الله بمنتخبين لا هم لهم سوى إشباع بطونهم، وتكديس الثروات على حساب كرامة الساكنة ومستقبل الأجيال. إنها صرخة استغاثة من مدينة أضحت مرتعاً للاختلالات والتجاوزات، التي بلغت حداً لا يطاق، وباتت تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الربوع التي طالها الإهمال والفساد.

إن رئيس الجماعة، الذي قضى أزيد من عشر سنوات على رأس تدبير الشأن المحلي لهذه المدينة، لم يضف إليها ولو “ملعقة توفنة”، بل على العكس من ذلك، حولها إلى مسرح للعبث وسوء التسيير. فكيف يعقل أن تستمر هذه المدينة في التقهقر، بينما يزداد المسؤولون عنها ثراءً وبذخاً؟ إن هذا التناقض الصارخ، يثير علامات استفهام كبرى حول مدى التزام هؤلاء المنتخبين بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ومدى إخلاصهم لخدمة الصالح العام.

ولعل ما تعيشه حديقة الحسن الثاني، التي صرفت عليها ملايين الدراهم من أموال دافعي الضرائب، لدليل ساطع وواضح على ضعف التسيير، وغياب الرؤية، والاستهتار بمقدرات المدينة. فهذه الحديقة، التي كان من المفترض أن تكون متنفساً للساكنة، وواحة خضراء تسر الناظرين، تحولت إلى خراب، تعرض لشتى أشكال الإهمال، وما رافقه من تخريب وتدمير ممنهج. والغريب في الأمر، أن السيد الرئيس شغل أزيد من 15 عاملاً عرضياً، ومع ذلك لم يكلف نفسه عناء توفير حارس وبستاني لهذه الحديقة، التي أصبحت مرتعاً للمنحرفين، ومكاناً لتفريغ الأحقاد على الممتلكات العامة. إننا وإلى حدود الساعة، نجهل هويات هؤلاء العمال العرضيين، وجنسهم، وأين يشتغلون، وهو ما يثير الشكوك حول مدى شفافية التوظيف، وفعالية الموارد البشرية.

وما زاد الطين بلة، أن الجماعة تتوفر على تقنيين اثنين أكفاء في المساحات الخضراء، أحدهما أحيل على التقاعد بعد سنوات من الخدمة، والآخر تم الانتقام منه وتجريده من كل صلاحياته، وقبره بالمشتل الذي يوجد بشمس المدينة، في إشارة واضحة إلى تكميم الأفواه، وإقصاء الكفاءات، وتغييب كل من يحاول أن يضع حداً لهذا العبث. إن هذه الممارسات، لا تزيد الوضع إلا سوءاً، وتؤكد أن هناك أيادي خفية تعبث بمستقبل هذه المدينة، وتضرب عرض الحائط كل المبادئ والقيم التي تقوم عليها الإدارة العمومية.

سيدي العامل، إن ما خفي أعظم، فهذه الجماعة استثناء في كل شيء، حتى فسادها استثناء. إنها حالة فريدة من نوعها، تتطلب تدخلاً عاجلاً وحاسماً من قبلكم. فالساكنة تنتظر منكم الكثير، وتضع فيكم كامل الثقة، لإنقاذ هذه المدينة من براثن الفساد، وإعادة الأمل إلى نفوس أبنائها. لقد أصبحت السلطة المحلية مقيدة اليدين، بسبب سلوكيات هذا المجلس، وتبخيسه لكل الإصلاحات التي تقوم بها السلطات الإقليمية والمحلية. إن هذا الوضع، لا يمكن أن يستمر، ويجب وضع حد له، قبل فوات الأوان.

إننا نناشدكم، سيدي العامل، أن تتدخلوا شخصياً، للوقوف على هذه الاختلالات والتجاوزات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإعادة الاعتبار لهذه المدينة، التي تستحق الأفضل. إن التاريخ سيسجل لكم هذا التدخل، وستكونون قد أديتم واجبكم تجاه الوطن والمواطنين، وأعدتم الأمل إلى نفوس ساكنة بنسليمان التي طال انتظارها للعدالة والإنصاف.

وللاطلاع على الحالة الكارثية لحديقة الحسن الثاني المرجو الضغط هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!