
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تصريح مدوٍ خص به الفاعل الحقوقي البارز، السيد فهد زين الدين، الكاتب العام للهيئة المغربية لحماية المواطنة والمال العام بجهة الرباط سلا القنيطرة، لـ “موطني نيوز”، ألقى الضوء على واقع مرير تعيشه مدينة تامسنا، وتحديداً الطريق المحاذية للجامعة ومحيطها. فقد أكد زين الدين أن البنية التحتية للمدينة برمتها تعاني من تهميش وإقصاء ممنهج، مرجعاً السبب الرئيسي في ذلك إلى الغياب التام لجماعة سيدي يحيى زعير عن أداء واجباتها ومسؤولياتها تجاه الساكنة.
لم تكن هذه الصرخة الحقوقية الأولى من نوعها التي تسلط الضوء على الخلل في جماعة سيدي يحيى زعير. فـ “موطني نيوز” سبق وأن كشفت في تقارير سابقة عن حالة الفوضى التي تضرب أطناب الجماعة، مشيرة إلى تواطؤ مفضوح في التستر على المقالع ومداخيلها، والتي يبدو أنها تُستغل لأغراض شخصية بحتة، بعيداً عن أي مصلحة عامة. وقد تجلى هذا التواطؤ بشكل صارخ في قضية نائب الرئيس المكلف بالرخص، الذي آثر المصلحة العائلية وتقديم أبنائه على مصالح الساكنة التي ائتمنته على شؤونها، في سلوك ينم عن استهتار واضح بالمسؤولية الأخلاقية والوظيفية.
إن هذا السلوك المشين يثير تساؤلات مشروعة حول مدى انتشار هذه الممارسات داخل الجماعة. فهل نائب الرئيس (م) هو الاستثناء الوحيد، أم أن هناك أعضاء آخرين يتلقون امتيازات مماثلة على حساب الصالح العام؟ إن الشكوك تتزايد، خاصة وأن صاحب مقلع “بئر خليفة” معروف بسخائه وكرمه الحاتمي مع الجميع، بمن فيهم السلطة. هذا الكرم المفرط، وإن بدا ظاهرياً محموداً، إلا أنه قد يكون ستاراً لممارسات غير شفافة، تساهم في إضعاف الرقابة وتكريس الفساد.
إن هذه الأسباب مجتمعة، من غياب للمسؤولية، وتستر على الفساد، وتقديم للمصالح الشخصية على العامة، قد أدت إلى ضياع جماعة سيدي يحيى زعير، وضياع معها مصالح البلاد والعباد. فالبنية التحتية المتهالكة، والخدمات الغائبة، والتهميش الذي يطال المواطنين، كلها نتائج مباشرة لهذا الإهمال والتواطؤ. ويبقى السؤال معلقاً: إلى متى ستظل مدينة تامسنا وسكانها يدفعون ثمن هذا الغياب وهذا الإقصاء؟