الشعب يبرئ رئيس الحكومة عزيز أخنوش من كل ما نسب إليه

رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش

المصطفى الجوي – موطني نيوز

قال الله تعالى في سورة الإسراء “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”. في خضم قرار ملكي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى، ظناً بأن هذا الشعب مقهور ومثقل بغلاء الأسعار، تجلت مفارقة صارخة وعرت واقعاً أليماً. فبينما كان البعض يتوقع استجابة شعبية لهذا القرار، أو على الأقل تفهماً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وقلة القطيع، أبان الشعب المغربي، وخاصة الطبقات التي توصف بالمهمشة، عن وجه آخر غير متوقع. لقد تسابقوا على شراء الأضحية واللحم بالتقسيط بكميات كبيرة، وأحيوا الشعيرة خلسة، في تصرف وصفه البعض بالهمجي، لكنه في حقيقته كشف عن تناقض عميق بين الصورة المرسومة لهذا الشعب والواقع المعاش.

هذا السلوك، الذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرد إصرار على إحياء شعيرة دينية، يحمل في طياته دلالات أبعد وأعمق. إنه يؤكد، وبشكل قاسٍ، أن الحديث عن قهر الشعب وغلاء الأسعار، رغم واقعه المرير الذي لا يمكن إنكاره، قد استخدم في غير موضعه أو فُهم بشكل خاطئ. لقد أثبت هذا التسابق على شراء الأضحية واللحم و الأحشاء أن القدرة الشرائية، حتى لدى من يوصفون بالمهمشين، لا تزال تسمح بمثل هذه النفقات، حتى لو كان ذلك على حساب أولويات أخرى أو بجهد جهيد.

في هذا السياق، يجد السيد عزيز أخنوش وحكومته أنفسهم في موقف قد يفسر على أنه تبرئة مما ينسب إليهم من مسؤولية مباشرة عن غلاء الأسعار وصعوبة المعيشة. فإذا كان الشعب، بتصرفه هذا، يؤكد أنه قادر على تحمل نفقات الأضحية، التي تعتبر كمالية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فهل يعني ذلك أن المشكلة ليست في الحكومة وسياساتها، بل في الشعب نفسه وسلوكياته؟ هل العيب فينا، كما قال الإمام الشافعي، “نعيب حكومتنا و العيب فينا، وما لحكومتنا عيب سوانا”؟

هذا التساؤل يضعنا أمام مرآة الواقع، لنتساءل عن دورنا كأفراد ومجتمع في تفاقم الأزمات وانعاش الشناقة وتجار الأزمات. هل نبالغ في الشكوى من الغلاء بينما ننفق ببذخ على مظاهر اجتماعية أو دينية يمكن الاستغناء عنها؟ هل نلقي باللوم على الحكومة ورئيسها في كل صغيرة وكبيرة، بينما نتجاهل مسؤوليتنا الفردية والجماعية في ترشيد الاستهلاك وتغيير السلوكيات؟

إن عيد الأضحى لهذه السنة لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل كان محكاً كشف عن تناقضات مجتمعية واقتصادية وسياسية عميقة. لقد عرى واقعاً مريراً يؤكد أن فهمنا للأزمة قد يكون قاصراً، وأن الحل لا يكمن في تغيير الحكومة أو سياساتها، بل يتطلب مراجعة شاملة لسلوكياتنا وطريقة تفكيرنا كشعب. فالحق أحق أن يتبع، والباطل كان زهوقاً، ولعل هذا العيد كان سبباً في زهوق باطل التصورات الخاطئة عن واقعنا. وعن الاتهامات التي كانت في السابق توجه للسيد عزيز أخنوش وحكومته، وليتأكد للجميع ان التحريض ضد أخنوش و حكومته بسبب الغلاء كان بإيعاز وتشجيع من خصوم سياسين، و ان الحقيقة التي لا غبار عليها اننا كشعب نحتاج إلى سنوات ضوئية لتغير سلوكنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!