إلى من يهمه الأمر..بنسليمان بين مطرقة التنمية وسندان المصالح وصدى الخطاب الملكي في مدينة تسير بسرعتين

محمد اجديرة رئيس جماعة بنسليمان
محمد اجديرة رئيس جماعة بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

لا تزال كلمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ترن في الآذان، حين وجه خطابه السامي إلى الأمة بمناسبة الذكرى الواحدة والستين لثورة الملك والشعب، مؤكداً العزم الراسخ على بناء مغرب متضامن وموحد، حيث قال جلالته : “ذلك أننا لا نريد مغربا بسرعتين، أغنياء يستفيدون من ثمار النمو، ويزدادون غنى وفقراء خارج مسار التنمية، ويزدادون فقرا وحرمانا”.

هذا التوجيه الملكي السديد، الذي يرسم خارطة طريق واضحة نحو العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، يبدو اليوم وكأنه يجد تجسيداً مؤلماً ومفارقاً في واقع إقليم بنسليمان، وتحديداً في مدينة بنسليمان نفسها.

ففي الوقت الذي تبذل فيه السلطات الإقليمية والمحلية جهوداً حثيثة، وتسير بخطى متسارعة لتنظيم المدينة وإعادة رونقها وجماليتها، وتخليص شوارعها وأزقتها من مظاهر الفوضى واحتلال الملك العام، تبرز في المقابل سرعة أخرى، سرعة بطيئة تكاد تكون معاكسة، تضع العصي في دواليب التنمية، وتهدد بنسف كل المكتسبات التي تحققت بفضل الرؤية المتبصرة والتعبئة الشاملة للسلطات الإقليمية والمحلية. هذه السرعة البطيئة، التي تغذيها حسابات ضيقة ومصالح شخصية، تعمل بشكل ممنهج على تشجيع كل ما من شأنه إعادة المدينة إلى عهود مضت، في تحدٍ سافر لإرادة التغيير والتطوير، ولأغراض انتخابية وسياسية بحتة لا تخفى على لبيب.

والمثير للاستغراب والأسف أن من يقف خلف هذه العرقلة الممنهجة، وفقاً لشهادات متطابقة، هو رئيس جماعة “أهل الكهف” بنسليمان ذاتها، الرجل الذي ارتبط اسمه على مدى عقد من الزمن بسلسلة من الإخفاقات والاختلالات والفشل الذريع في أبسط مهام التدبير، حتى أنه لم يفلح في زرع شجرة واحدة تظلل تراب هذه المدينة التي ائتمنه أهلها على تسيير شؤونها. هذا الرئيس، وبدل أن يكرس وقته وجهده لخدمة الصالح العام والبحث عن سبل النهوض بالمدينة بات زبونا لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بسبب الكم الهائل للملفات الفاسدة، بل نجده يسابق الزمن لتحقيق مكاسب شخصية، ولا يتورع عن بث بذور الفتنة والشقاق بين أعضاء المجلس الجماعي، وتعطيل عجلة التنمية التي يتوق إليها السكان. لقد بات واضحاً اليوم أن نهج هذا المسؤول لا يخدم إلا أجندته الخاصة، فهو يعمل على هدم ما بنته الأيادي المخلصة التي سبقته، ويزرع الفرقة بين مكونات الجماعة من منتخبين وموظفين، محولاً فضاء يفترض فيه أن يكون ورشاً للبناء والتنمية إلى ساحة للصراعات الهامشية.

ففي الوقت الذي تفتقر فيه المدينة لأبسط مقومات البنية التحتية الحضرية، كعلامات التشوير الأفقية والعمودية، وتغرق في النفايات والفوضى والمشاريع المتعثرة عمدا رغم وجود اعتماداتها، نجد أن أولويات الرئيس تتجه نحو استهلاك ما يناهز 120 مليون سنتيم سنوياً من المحروقات نجهل اين وكيف تستهلك؟، وشراء السيارات التي توزع بسخاء على الموالين والمقربين، حتى بات لكل مستشار جماعي سيارة، بل وتجاوز الأمر ذلك إلى اقتناء ثلاث سيارات جديدة مؤخراً أشعلت فتيل حرب لا احد يعلم ما ستكون نتيجتها، في استهتار تام بحاجيات الساكنة ومعاناتها.

أمام هذا الوضع المقلق، الذي ينذر بتقويض كل جهود التنمية وضرب الثقة في المؤسسات المنتخبة، يرتفع السؤال مدوياً: من يوقف هذا النزيف المستمر لمقدرات المدينة؟ ومن يتحمل المسؤولية التاريخية أمام الله والوطن والملك عن هذا العبث بمستقبل بنسليمان وأهلها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!