
المصطفى الجوي – موطني نيوز
وكما يقول بعض المغاربة عند المزاح: “غادي غادي تدي معاك هذي”، وهذه الجملة تنطبق تمامًا على استغلالية أوزون الشاوية ببنسليمان، حيث تكثر الاستغلاليات وتتعدد. فبعد تعطيل كاميرات المراقبة عمدًا، انتشرت عمليات السرقة كالنار في الهشيم.
وما كشف عن تفاصيل هذه السيناريوهات هو اختفاء محرك، ثم المرأة العاكسة الخاصة بنقل المستخدمين، والتي كانت أساسًا في وضعية غير قانونية. ما يثير الشبهات هو هذا التكتم المشبوه على هذه التجاوزات، في ظل الغياب الغريب أيضًا لمدير الاستغلالية.
وقد سبق لنا أن حذرنا ما يسمون أنفسهم بالمسؤولين الإداريين، أصحاب الرواتب والتعويضات الدسمة وغير المنقطعة، مما يحدث في مستودع استغلالية أوزون الشاوية. إلا أنهم غير معنيين، وبما أن رواتبهم وتعويضاتهم لا تنقطع ولا تُقتطع، فليذهب أوزون إلى الجحيم! فمن كان يخاف عليها موجود الآن في سجن عكاشة، وبالتالي فإن كل من تركهم وراءه ووثق بهم باتوا يطبقون المثل القائل: “أنا ومن بعدي الطوفان”. وهذا رد فعل طبيعي، فالسيد عزيز البدراوي يعلم جيدًا من خلفه ومن هم “الكفاءات” التي تدير الشركة.
المهم أن التاريخ يعيد نفسه، وما حدث في أيام وسنوات سابقة يتكرر مرة أخرى. ففي عشية يوم الأربعاء 21 مايو 2025، وقعت سرقة جديدة أظهرت براعة منفذيها. وكما يعلم الجميع، فإن شاحنة جمع النفايات (البريصا) لها سائقان: واحد صباحًا وآخر مساءً. وكانت الشاحنة تعمل بشكل سليم خلال الفترة الصباحية حتى حوالي الساعة الثانية. لكن بعد أن استلمها السائق المسائي، أصيبت بعطل مفاجئ في جهاز العصر، مما جعلها تتوقف تمامًا. فاضطر العاملون في الجزء الخلفي لإبلاغ السائق، الذي نزل لتفقد الشاحنة، ليفاجأ بمشهد غريب: مجموعة من قطع الغيار الصلبة والقوية هي التي عطلت آلية عصر النفايات!
فاللصوص الذين سرقوا بعض القطع لإعادة بيعها أخفوها ظنًا منهم أن ذلك لن يؤثر على عمل الآلة، لكن “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”. وتم التكتم على الأمر مرة أخرى، فالمسؤول الأول في السجن ومدير الاستغلالية غائب، والإدارة منشغلة بأمورها. أما أن تتعرض الشركة للسرقة أو تتوقف الأشغال بسبب انعدام المحروقات أو أن تغرق المدينة في النفايات، فهذه أمور لا تعنيهم. وكما يقول المثل: “المال السايب يعلم السرقة”، وهذا هو حال معظم مستودعات أوزون بعد اعتقال الدكتور عزيز البدراوي. وإلى سرقة أخرى إن شاء الله، فقطع غيار الشركة صارت تُباع في سوق المتلاشيات!