بنسليمان : المدينة تغرق في الأزبال و إدارة أوزون الشاوية تُفضِّل مصالحها على نظافة المدينة!

إنتشار الأزبال

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في ظل صمتٍ مطبقٍ يتجاوز حدود اللامبالاة، تتهيأ مدينة بنسليمان لمواجهة كارثة بيئية وصحية بكل المقاييس، ابتداءً من يوم غذ الخميس 22 ماي 2025، حيث ستتحول شوارعها إلى مكبات عشوائية للأزبال، في مشهدٍ يكرّس فشلًا ذريعًا في التدبير، ويكشف عن اختلالاتٍ عميقة في تسيير شركة “أوزون الشاوية”. فبين عجزٍ مالي متعمّد وإدارةٍ تائهة في زحمة المصالح الشخصية، تُترك الساكنة رهينة لمخاطرٍ كانت كفيلةٌ حفنةٌ من الوقود بتجنبها.

المفارقة الصادمة هنا ليست في توقف الشركة عن العمل، بل في أن هذا التوقف جاء نتيجة قرارٍ مُعلَنٍ مسبقًا، تم تجاهله ببرودة أعصاب من قبل المسؤولين، وكأن الأمر لا يعنيهم. فمدير الاستغلالية، الذي يُشهد له بالجري وراء مصالحه الخاصة كأنه في سباق مع الزمن، يبدو غير معنيٍّ بأزمةٍ تمسّ حياة الآلاف، بينما الإدارة العامة، التي أنهكها فراغ السلطة والفشل بعد سجن عزيز البدراوي، تبرّر عجزها بنفاد المحروقات، لكنها لا تتوانى عن صرف رواتبها وتعويضاتها، وتأمين الوقود لسياراتها. أما العمال، الذين يُذَرّفون عرقًا تحت الشمس لضمان نظافة المدينة، فهم الوحيدون الذين يُعاقبون بتأخير رواتبهم، وكأنهم جزء من لعبة إقصاءٍ مُحكَمة.

الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد هي أن هناك من يدفع بهذه الشركة نحو الهاوية عمدًا، لتمهيد الطريق لشركاتٍ أخرى تُلبّي مصالحَ شخصيةً لا علاقة لها بخدمة الصالح العام. فبين ليلة وضحاها، أصبحت “أوزون الشاوية” كيانًا مرميًّا في زاوية الإهمال، بينما تُختلق المبررات الواهية لتبرير إعدامها. فكيف يُعقل أن شركةً كانت قادرةً على تدبير ملف النظافة لسنوات، تعجز فجأةً عن توفير أبسط مقومات عملها؟ وأين هي الحكمة في تعطيل خدمةٍ حيويةٍ تحت ذريعةٍ ماليةٍ بينما تُصرَف الأموال على ما لا طائل منه؟

اهذا فإن الغضب الشعبي آخذٌ في التصاعد، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: إلى متى ستستمر هذه المسرحية الهزيلة؟ فالساكنة لم تعد غافلةً عن حقيقة أن هناك أيديًا خفيةً تُحرك الخيوط من وراء الستار، وتضحّي بسلامة المواطنين في سبيل تحقيق مكاسبَ ضيقة. لقد آن الأوان لكشف هذه الألاعيب، ومحاسبة كل من تورط في هذه الخديعة، لأن الأزبال قد تتراكم في الشوارع، لكن الحق لن يُدفن تحتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!