عبد الله رحيوي ـ موطني نيوز
في أجواءٍ مفعمة بالأصالة وروح الإبداع، نظمت المدارس العلمية تمارة، يوم السبت 17 ماي 2025، مهرجان “عكاظ العلمية” بمقر المؤسسة، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً. جاء هذا الحدث المميز ليبعث من جديد أمجاد سوق عكاظ التاريخية، حيث تماهت الكلمة مع الفن، وامتدت جسور البلاغة لتلامس أفق الإبداع.
وتحولت أروقة المؤسسة إلى معرض يفيض بالجمال، حيث ازدانت بلوحات خطية تنبض بألق الحروف، تحاكي عظمة اللغة وفن البيان. كما اعتلت خشبة المسرح مشاهد مستلهمة من التراث، تنبض بالحياة، وتسرد حكايات خالدة بلمسة فنية راقية.
وكان للشعر حضوره البهي في هذا العرس الثقافي، حيث صدحت حناجر الشعراء الصغار بقصائدهم العذبة، معلنين عن ميلاد جيل جديد من الفصحاء، استلهموا من عبق التراث أسمى معاني الجمال والإبداع، في أجواء ملؤها التحدي والتألق.
وشهد المهرجان أيضًا عروضًا فنية متنوعة، كان لفن الخط العربي نصيب وافر منها، حيث أبدع التلاميذ في رسم الكلمات بمهارة ودقة، مُترجمين أحاسيسهم العميقة وانطباعاتهم الرقيقة على الورق، في مشاهد أسرت قلوب الحاضرين، وأثارت إعجابهم بجماليات الحرف العربي.
وتخللت فعاليات المهرجان كلمات توجيهية ألقاها أطر تربوية، أكدت على أهمية الاعتزاز بالموروث الثقافي، وضرورة صقل المهارات الأدبية والفنية لدى الناشئة، ليكونوا سفراء للفن الأصيل والكلمة الراقية، مساهمين في حفظ الهوية الثقافية وبناء جسور التواصل مع الماضي الأصيل.
وأعرب المشاركون عن غبطتهم بهذا المحفل الأدبي والفني، الذي منحهم فرصة للتعبير عن مواهبهم وإبراز إبداعاتهم أمام زملائهم وأولياء أمورهم، في أجواء من التشجيع والدعم اللامحدود، مما عزز في نفوسهم الثقة والعزيمة على المضي قدمًا في مسيرة الإبداع.
وبهذا الحدث الراقي، أكدت المدارس العلمية تمارة مجددًا التزامها الراسخ بترسيخ القيم الثقافية والأدبية في نفوس الأجيال الصاعدة، معززة روح البيان وجمال الفن وسمو الكلمة، مساهمة بذلك في إعداد جيل يعتز بتراثه وينطلق بإبداعاته نحو آفاق رحبة، مستلهمًا من الماضي مجدًا، ومن الحاضر أملًا، ومن المستقبل طموحًا بلا حدود.