
المصطفى الجوي – موطني نيوز
هل يعلم السيد عزيز البدراوي أن الخيانة تُحاك خلف ظهره؟ هل يدرك أن “التقرير الأسود” حول الآليات والمتلاشيات أصبح شغلهم الشاغل، حتى أنهم وضعوا المطبات في طريق كاتبه الذي كشف عوراتهم؟ السؤال الأكبر: من الذي أفشى سر وصول التقرير إلى السيد البدراوي؟ ولماذا هذا الإصرار المرضي على انتزاعه، رغم أنه لا يعنيهم من قريب أو بعيد؟
لن يفهم السيد عزيز البدراوي، الذي اخترق صمته بحجة البراءة، أن من تركهم وراءه أصبحوا ينقبون في ظله، بل ويُهددون الشاب الذي كلفه بمهمة فضح الفساد بالطرد إذا لم يسلمهم نسخة من التقرير. لكني أقول لهم: اهدؤوا! فليس عبد المغيث من ينكث عهد رب عمله أو يخونه، حتى لو كلفه ذلك قطيعةً مع الشركة إلى الأبد. وهذا بالضبط ما سيحدث فور وصول التقرير الثاني إلى يد السيد البدراوي عبر البريد المضمون.
الكل الآن يُظهر أسنانه للسيد عزيز البدراوي في محنته، بل إن بعضهم يتمسك بإبقائه تحت السيف كي لا يُكشف حسابهم. والأمر الأكثر إيلامًا أن مجموعة أوزون للبيئة والخدمات، التي كانت تُزهو بقيمتها السوقية، انهارت في أقل من 15 شهرًا بسبب جوقة الانتهازيين الذين يتلون أدوار الضباع. هم من ينطبق عليهم المثل الشائع : “يأكلون مع الذئب، ويبكون مع الراعي”.
اليوم، السيد البدراوي أمام اختبار حقيقي: إما أن يكتشف الخيوط الخفية التي تُحرك دمى الفساد خلفه، أو سيُفاجأ بأن من يمسكون بتلك الخيوط هم من كانوا يصفقون له بالأمس. فليتنبه جيدًا، فالتقرير القادم سيكون بمثابة الزناد الذي سيفجر كل المستور. وللحديث بقية…عندما تُكشف الأوراق واحدة تلو الأخرى، وسيعلم الجميع من خان ومن بقي وفيًا.
ومن وقع ضد الشركة، ومن دس عائلته بأكملها تسترزق من خيرات البدراوي، ومن لا يشتغل ويتقاضى راتبه من مالية أوزون، ومن لا يظهر له اثرا ومع ذلك ورقة تنقيطه توقع في الرباط و العديد من الاختلالات الخطيرة بما فيها الاليات التي سرقت والتي خربت و التي تباع في السالمية كقطع غيار، وما خفي أعظم.