عاجل : محكمة النقض تُقيل عبد الله مجمع أكبر محاربي الفساد في إقليم بنسليمان من منصبه كمستشار جماعي في شراط (وثيقة)

عبد الله المجمع النائب الأول لرئيس جماعة شراط

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والقضائية بإقليم بنسليمان، أقرّت محكمة النقض حكماً نهائياً بإقالة المستشار الجماعي عبد الله مجمع من منصبه كمستشار بجماعة شراط، التابعة لدائرة بوزنيقة. القرار الذي حمل رقم 1/644 بتاريخ 17 أبريل 2025، جاء تتويجاً لصراع قانوني طويل دار بين المجمع ورئيس جماعة بوزنيقة محمد كريمين، انتهى بسقوط طلب الاستئناف الأخير وإقرار الحكمين الابتدائي والاستئنافي. ليُصدر السيد سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، القرار رقم 29 بتاريخ 15 ماي 2025، موجهاً السلطات الإدارية المحلية بتنفيذ الإقالة وتبليغ المعني بالأمر.

الحكاية بدأت عندما اتّهم رئيس الجماعة المستشار المجمع بـ”جنحة التشهير”، وهو ما أدى إلى حكم قضائي أولي بسنة موقوفة التنفيذ. رغم محاولة المجمع الطعن في الحكم، إلا أن محكمة النقض أغلقت الباب أمام أي أمل في العدالة بنقض طلبه، لتُسدل الستار بذلك على مسيرة سياسية حافلة بالمعارك ضد الفساد، والتي جعلت من عبد الله مجمع أحد أبرز الأصوات المُعارضة في الإقليم.

لكن المفارقة الأكثر إيلاماً تكمن في السياق الذي جاء فيه القرار. فبينما يُجبر المجمع على مغادرة مقعده بسبب حكم موقوف التنفيذ، لا يزال العديد من المستشارين والمسؤولين في الإقليم يمارسون مهامهم رغم تورطهم في قضايا فساد حملت أحكاماً أشدّ قسوة، بما في ذلك أحكام بالحبس النافذ. ومن أبرز الأمثلة الرئيس السابق لجماعة بوزنيقة، الذي حُكم عليه بأربع سنوات موقوفة التنفيذ، ومع ذلك خاض الانتخابات البرلمانية وفاز بمقعد تحت قبة البرلمان. بالاضافة إلى رئيس جماعة بئر النصر المتابع بسنتين ونصف حبسا نافذا.

هذه المفارقات تطرح أسئلةً كبيرة حول المعايير المُتبعة في مساءلة المسؤولين، والثغرات القانونية التي تسمح باستمرار وجوهٍ مثقلةٍ بتهم الفساد في المشهد السياسي، بينما يُستهدف آخرون بسبب مواقفهم الصارمة. فهل كانت إقالة عبد الله مجمع عقاباً على جرأته في كشف الفساد، أم أنها مجرد حلقة في سلسلة من الانتقائية القضائية التي تخدم أجندات ضيقة؟

السؤال الأكبر يبقى عن مصير المعركة ضد الفساد في الإقليم بعد إخراج أحد أبرز محاربيها. فمع كل إقالةٍ لمُعارض شجاع، يخسر المواطنون صوتاً كان يمكن أن يكون حاجزاً أمام الاستبداد والاختلاس. والرسالة التي تُبعث اليوم واضحة: في بنسليمان، كما في غيرها من الأقاليم، قد يكون الثمن الأغلى للشجاعة هو الإقصاء..سير على الله .

القرار العاملي رقم 29 القاضي باقالة عبد الله مجمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!