لماذا نرقص حول تماثيل لم نصنعها؟..بنسليمان ليست ملكاً للعامل الجديد ولا لغيره!

الحسن بوكوطة عامل إقليم بنسليمان الجديد

المصطفى الجوي – موطني نيوز

الجميع يصفقون، يهللون، يتسابقون لتحية “السيد العامل الجديد”.. وكأن الأرض ستنشقّ لتنبت ذهباً بمجرد وصوله! الغريب أنكم لا تتعلمون: نفس المشهد يتكرر مع كل موظف إداري جديد، ثم تنقلب الآية بعد أشهر قليلة، وتكتشفون أنه “مجرد موظف” يأتمر بأوامر وزارة الداخلية، لا أكثر ولا أقل!

هل نسينا سمير اليزيدي؟ ألم تكن صورته قبل أيام تزين الصفحات الأولى، وتُنعت بالرجل “الاستثنائي”؟ ألم يتسابق البعض ليُقدّموا له تقارير جاهزة عن “أعداء الإقليم” بحسب زعمهم كي يبدأ عمله ببطولة مزيفة؟ ثم ماذا بعد؟ أين المعجزات التي وُعدتم بها؟ أين التحول الذي لم يحققه؟ الحقيقة المرة هي أن العامل – أي عامل – ليس سوى ترس في آلة الإدارة الترابية، لا يملك أن يغير شيئاً خارج التعليمات الصادرة من الأعلى.

اليوم، التاريخ يعيد نفسه بضحكاته السوداء: نفس الوجوه الانتهازية تزحف نحو مكتب حسن بوكوطة، تحمل نفس الوشايات، تكرر نفس النغمة: “سلفك كان فاشلاً، لكننا نثق فيك!”… كذبتم! أنتم لا تثقون إلا في مصالحكم الضيقة، وتُقلبون الولاءات كالقفازات. الأكثر إحراجاً أن بعضكم ممن رددو نغمة أن اليزيدي “صديق للملك”، وسيحاولون بيع الوهم مرة أخرى: “هذه المرة سيكون مختلفاً!”… لا، لن يكون.

الحقيقة التي ترفضون سماعها هي أن بنسليمان لن تتغير بعامل، بل بقرارات سيادية كبرى. مشروع ملعب الحسن الثاني ومونديال 2030 هو الذي سيسحب البنية التحتية للإقليم من السبات، وليس خطباً رنانة أو وعوداً فارغة. أما أولئك الذين يتصرفون كأن العامل “ملك متوج”، فيجب أن نتذكر أنهم أنفسهم من زيّنوا طريق اليزيدي بالورود، ثم انقلبوا عليه عندما لم ينفذ أحلامهم الشخصية.

العبثية تكمن في توقع المعجزات من أشخاص لم يأتوا إلا لتنفيذ أجندة محددة. لن سيصغي بوكوطة لوشاياتكم ليستعملها ضدكم، ولن ينخدع بتملقكم لأن ريحكم سبقكم. الأكيد أنه سيتعامل معكم بنفس منطق السلطة: يستفيد من خدماتكم المجانية “التبرگيگ” اليوم، ويطردكم غداً عندما تنتهي صلاحيتكم. أما التنمية الحقيقية، فستأتي من فوق، لا من مكاتب العمال.

كفى تهريجاً! العامل ليس منقذاً بل جاء تقنيا تحتاجه الظرفية بدليل دبلوماته وشواهده ستوظف في بناء ملعب الحسن الثاني، فحياته المهنية كلها كانت في ما بين الماء والكهرباء و التطهير السائل، إلى أن أصبح عاملا على إقليم سيدي بنور عام 2018 وما تهليلكم المبكر الا دليل على ذاكرة قصيرة…أو مصالح أقصر!

سبقتو العصا فبل لغنم الله يرد بيكم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!