
المصطفى الجوي – موطني نيوز
غياب الرجل القوي، السيد عزيز البدراوي، المسؤول الأول والأخير عن مجموعة أوزون للبيئة والخدمات، كان كفيلاً بأن يقلب الموازين رأساً على عقب. فما إن ابتعد عن دفة القيادة حتى انتشرت الفوضى كالنار في الهشيم، وساد الفساد بكل أشكاله، من السرقة إلى النهب الى التلاعب وتخريب ممتلكات الشركة، بل وصل الأمر إلى العمال أنفسهم، الذين باتوا ينهشون جسد الشركة في غياب الرادع. فالذي كان يمسك بزمام الأمور ويحفظ التوازن غائب، وما بقي إلا الفوضى التي لا تُبقي ولا تذر. وكما تقول العبارة المغربية الدقيق: “لي فاق بكري كيحكم”، فمن يسبق إلى الفراغ سيحكم، حتى لو كان أهلاً للفشل.
ولكن الأخطر من كل هذا هو أن الفاشلين اليوم صاروا أصحاب قوة ونفوذ داخل أوزون. ولنأخذ نموذجاً صارخاً على ذلك: مدير استغلالية أوزون الشاوية بنسليمان، الذي تحوّل إلى عبء ثقيل على مالية الشركة. فمنذ وطأت قدماه مدينة بنسليمان، لم يُسجل له أي إنجاز يُذكر، إلا خراباً متراكماً وإدارة فاشلة. ومع ذلك، لا يزال يتقاضى راتبه الدسم، ويحصل على تعويضات السكن والمحروقات، بينما العمال البسطاء لم يتسلموا أجورهم منذ أشهر. فكيف يُكافأ الإهمال ويُعاقب الجد؟
لكن الأكثر إثارة للاستفزاز هو أن هذا المدير قد تجرأ إلى حد توقيع محضر رسمي مع السلطات المحلية والجماعة، يتهم فيه إستغلالية أوزون الشاوية الذي هو مديرها “يا حسرة” بالتقصير وعدم احترام دفتر التحملات، بل ويتهمها بالتسبب المتعمد في انتشار الأزبال. ومع ذلك، لم يُحاسب، بل على العكس، تمت مكافأته بتمديد عقده لسنتين إضافيتين، في وقت كان من المفترض أن يُحال على التقاعد! فمن أي كرمٍ سخي نزل هذا القرار؟ ومن يقف وراء هذه الصفقة المشبوهة؟ وهل أصبحت سياسة أوزون تكافئ من يطعنها في الظهر ويعمل على تقويضها، وتُقصي من يكدّ ويعمل بإخلاص؟
لقد انقلبت الآية تماماً في هذه الشركة منذ غياب عزيز البدراوي. فما كان يُعتبر خطاً أحمر أصبح الآن سياسةً ممنهجة، وما كان يُحاسب عليه الفاسدون صار اليوم وسام شرف على صدورهم. ولكن لن يطول الأمر، فكما قال تعالى: “لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”. فكل ظلم له نهاية، وكل فساد سينكشف، حتى لو طال الزمن.
والسيد عزيز البدراوي عائد إليكم ساعتها سيعاقب كل المتكالبين عليه و على الشركة، و لا يفوتنا ان ننوه بالعبقري والخبير الذي مدد عقد العمل لمدير الاستغلالية لعامين ونقول له “الله يعطيك الصحة”.