بنسليمان : عيد العمال أم عيد الاستغلال؟ عمال أوزون الشاوية بين مطرقة المدير الغائب وسندان الحقوق الضائعة

عمال أوزون

المصطفى الجوي – موطني نيوز

في ظل احتفالات العالم بعيد العمال، الذي يُعتبر مناسبة لتكريم جهود الشغيلة وتذكير العالم بحقوقهم الأساسية، تطفو على السطح قضايا تتناقض تمامًا مع روح هذه المناسبة. ففي الوقت الذي يُفترض أن يكون فيه العمال محط تقدير واحترام، نجد أن عمال استغلالية أوزون الشاوية ببنسليمان يعيشون واقعًا مريرًا يتجاهل أبسط حقوقهم القانونية والإنسانية.

في مفارقة صارخة، بينما يحتفل العمال بيومهم العالمي في فاتح ماي من كل سنة، يُجبر عمال أوزون الشاوية على العمل ليلة الأربعاء 30 أبريل 2025، كشرطٍ غير قانوني لعدم اشتغالهم يوم عيد العمال، وهو حق مكفول لهم بقوة القانون. هذا القرار التعسفي صدر عن مدير الاستغلالية، الذي يُعرف بغيابه الدائم عن مقر عمله، رغم أنه يتقاضى شهريًا مبلغ 2000 درهم كتعويض عن السكن في بنسليمان، بينما يقيم في منزله بالدار البيضاء.

زيارة المدير المفاجئة للمدينة ليلة الأربعاء على متن سيارة “جيب” لم تكن بدافع الاهتمام بمصلحة الشركة أو العمال، بل كانت محاولة يائسة لتجنب تراكم الأزبال وفضح إدارته الفاشلة. إنها إدارة تتعامل مع العمال كأدوات قابلة للاستغلال، متناسية أنهم بشر لهم كرامة وحقوق، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعملون فيها منذ غياب السيد عزيز البدراوي، الذي كان يُعرف بتفهمه لمعاناتهم وتعامله الإنساني معهم.

من هذا المنبر، نوجه رسالة إلى كل العاملات والعمال في استغلالية أوزون الشاوية: أي عيد هذا الذي تحتفلون به؟ عيدٌ يكرس الاستغلال والتهميش، أم عيدٌ يُذكركم بغياب العدالة؟ كما نناشد ضمائر المسؤولين في الشركة أن يتقوا الله في هؤلاء العمال، الذين يكدحون يوميًا في ظروف قاسية، ويستحقون معاملة عادلة واحترامًا لحقوقهم. فليكن عيد العمال مناسبةً لمراجعة الذات، وليس إضافة جرحٍ جديد إلى سلسلة الجروح التي يعاني منها شغيلة أوزون الشاوية.ونهمس في أذن هذا المدير الذي ابتلت به المدينة، لنقول له : “كيفما كتجتاهد باش تحافظ على وجهك جتاهد وجيب للناس رزقهم لي كيتسالو هذي شهرين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!