المصطفى الجوي – موطني نيوز
في قرية سيدي بطاش بإقليم بنسليمان، وجدت أربع عائلات نفسها عالقة في مواجهة مباشرة مع إهمال إداري صارخ وتهديدات غير مبررة من السلطات المحلية في شخص خليفة القائد. فبعد أن قام مهندس مشروع إنشاء الشارع الرئيسي للقرية ببناء درج أمام منازلهم، تحولت حياتهم اليومية إلى سلسلة من المعاناة، دون أن يلقوا أذناً صاغية من المسؤولين.
فالعائلات المتضررة، المكونة من السيد عثمان بنحمائي، والسيدة فاطنة طلحة، والسيد حسن طلحة، والسيد مراد سين، والقاطنين بحي بام سيدي بطاش، أرسلت تظلماً مفصلاً إلى السيد عامل إقليم بنسليمان، كاشفة عن سلسلة من الأضرار التي لحقت بهم بسبب هذا البناء العشوائي. من بين هذه الأضرار: حرمانهم من دخول سياراتهم إلى مرآب المنزل، صعوبة التنقل من وإلى المنزل، تشويه المنظر العام، وإهمال إنشاء مجاري المياه بشكل صحيح. والأمر الأكثر إيلاماً هو أنهم حاولوا مراراً التواصل مع المهندس المسؤول عن المشروع، لكن جهودهم باءت بالفشل، مما دفعهم إلى اللجوء إلى السلطة العليا في الإقليم.
في تظلمهم، طالبت العائلات بتدخل عاجل من السيد العامل لتشكيل لجنة محلية تضم ممثلين عن وزارة الداخلية والمجلس الجماعي، بما في ذلك مهندس الجماعة، لوضع حد لهذا “الحيف” الذي يعانون منه. لكن المفاجأة الصادمة كانت في تعامل القيادة المحلية مع شكواهم. فبعد محاولة إيداع نسخة من التظلم لدى قيادة سيدي بطاش، رفض خليفة القائد تسلمها، بل ذهب إلى حد تهديدهم بالسجن إن لم يتراجعوا عن شكواهم. هذا التصرف الاستبدادي ليس فقط انتهاكاً صارخاً لحقوق المواطنين في التعبير عن مطالبهم، بل أيضاً مؤشراً خطيراً على ثقافة الإفلات من العقاب التي قد تتسلل إلى بعض الأجهزة المحلية.
هذه القضية تطرح تساؤلات كبيرة حول مدى التزام السلطات المحلية بحماية حقوق المواطنين وضمان راحتهم، خاصة في ظل مشاريع تنموية يفترض أن تخدم الصالح العام. فهل يعقل أن تتحول هذه المشاريع إلى مصدر للضرر والمعاناة؟ ولماذا يلجأ بعض المسؤولين امثال هذا الخليفة إلى التهديدات بدلاً من الحلول عندما يحاول المواطنون المطالبة بحقوقهم؟
وعليه فالسيد العامل مدعو اليوم إلى اتخاذ موقف حاسم يثبت من خلاله أن صوت المواطن ليس مجرد صدى ضائع في أروقة الإدارة، بل هو أساس العمل العام. أما الصمت أو التهاون في مثل هذه القضايا، فليس إلا إشارة خضراء لمزيد من التجاوزات التي قد تتفاقم إلى ما لا يحمد عقباه.
