
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في الوقت الذي تُحاك فيه المؤامرات الخفية ضد شركة “أوزون للبيئة والخدمات”، وتُشنّ الحملات للإطاحة بإمبراطوريتها ومؤسسها، تطفو على السطح فضيحة من العيار الثقيل تُلخّص كل مظاهر الإهمال، التواطؤ، واللامسؤولية. فمن يراقب مدير استغلالية أوزون الشاوية بنسليمان؟ ولماذا يختفي هذا المسؤول عن مقر عمله، ولا يظهر إلا يومين في الأسبوع؟ ولماذا لا يزال العمال يئنّون تحت وطأة الحرمان من مستحقاتهم لشهرين؟ أسئلة محرجة تنتظر إجابات شافية في ظل غياب المالك الدكتور عزيز البدراوي الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي، فك الله أسره وأعاده إلى عائلته الصغيرة و الكبيرة.
ما يحدث في أوزون الشاوية بنسليمان يُشبه مسرحية فساد صارخة، حيث يُدار الملف من قبل مدير استغلالية يتقاضى راتباً شهرياً يناهز 20 ألف درهم، بينما لا يُشاهد في مقر عمله إلا يومين فقط في الأسبوع، وذلك فقط للتزوّد بالمحروقات! والأخطر من ذلك، أنه يستفيد من تعويض إيجار سكن بقيمة 2000 درهم على حساب الشركة وهو لا يقطن في مدينة بنسليمان، و رغم غيابه شبه الدائم، بدليل ان لا أحد يعرفه من الساكنة و المجتمع المدني و الاعلام كسابقيه الذين كانوا معروفين للصغير قبل الكبير بسبب تواجدهم الدائم و تجاوبهم مع شكايات المواطنين. وسمعتهم لا تزال تتحدث عنهم الى يومنا هذا.
السؤال الذي يفرض نفسه : أين هي آليات الرقابة؟ ولماذا يُترك هذا المدير يُفرّط في مقوّمات العمل، بينما المدينة تغرق في الازبال وتدهور الخدمات لولا بعض أصحاب النوايا الحسنة و الغيرة؟ بل والأكثر إثارة للاستفهام، كيف يُسمح لمسؤول بهذا الحجم من التقصير أن يظل في منصبه، بينما العمال يُعانون من تأخر مستحقاتهم؟
لا يقتصر الأمر على غياب المدير فنحن نعلم جيدا ان أيامه بالشركة معدودة بعدما خلف وراءه الخراب لهذه الشركة التي وثقت فيه، بل يتعداه إلى كارثة إنسانية يعيشها عمال أوزون الشاوية، الذين لم يتسلّموا مستحقاتهم منذ أشهر. والمفارقة الصادمة أن سبب هذا التأخير يعود إلى محضرٍ وقع عليه المدير نفسه يوم 28 فبراير 2025 نتوفر على نسخة منه، والذي اتهم فيه الشركة بـ”التعثّر والعجز” و”تسبّبها في تراكم الأزبال”، بل ووصفها بعدم الالتزام بدفتر التحملات!
والغريب أن هذا المحضر، الذي كان نتاج اجتماع مع السلطة المحلية، لم تُوقّعه الجهات الرسمية، بل وقّعه مدير الاستغلالية مع ستة أشخاص آخرين، بينهم من يُشتبه في ولائهم لشركة “أفيردا” المنافسة، أو من لا يزال يحنّ إلى زمن “أرما”!
لكن الخيط الأكبر في هذه القضية يكشف أن هناك أجندة خفية تهدف إلى تصفية شركة أوزون، خاصة بعد أن رفضت وزارة الداخلية طلب رئيس جماعة بنسليمان بفسخ العقد مع الشركة بناء على المحضر الذي كان مدير الاستغلالية من بين الموقعين عليه. لكن، بدلاً من العمل على حل المشاكل، تمّ اختطاف الملف عبر محضرٍ مُلفّق وقّعه المدير نفسه، مما جعل الموظف المكلّف في الجماعة يرفض توقيع مستحقات العمال إلى حين تقديم محضر جديد ينفي كل الاتهامات (مضاد)!
إن الوضع في أوزون الشاوية بنسليمان لم يعد يحتمل الصمت. فبين مديرٍ غائب ينتظر إحالته على التقاعد، وعمالٍ مُهمَلين يكدون و لا يتوصلون برواتبهم، ومؤامرات تُحاك في الخفاء لاعدام الشركة محليا ووطنيا، أصبح من الواجب على كل الغيورين على هذه الشركة ممن كانت افضال السيد عزيز البدراوي عليهم بعد الله تعالى أن يتحرّكوا قبل فوات الأوان. وان يعيدوا لشركة أوزون للبيئة و الخدمات هيبتها وقيمتها السوقية وطنيا و دوليا. فالكل يعلم جيدا ان الدكتور عزيز البدراوي كان أب الجميع وكم مد يده لكل محتاج، وكم فتح من بيت، وكم من طالب لا يزال يتابع دراسته على نفقته، وكم من فنان ورياضي كان للبدراوي يد في انتشاله من الازمات ودفعه نحو النجومية، هل نسيتم كل هذا؟
– فهل سيتمّ تحميل المدير مسؤولية توقيعه على محضرٍ يُجرّم شركته؟.
– متى ستتدخّل الجهات العليا لإنصاف العمال وإعادة الحقوق؟.
– وأين هو دور المساهمين والمسؤولين في أوزون لوقف هذا الانهيار؟.
المواطنون ينتظرون إجابات، والوقت ليس في صالح المتلاعبين! وعزيز البدراوي لن يظل رهن الاعتقال الاحتياطي ويوما ما وهو قريب سيعانق الحرية وسيحاسب كل من ساهم او ساعد او تواطأ مع من أوصلوا الشركة لما باتت عليه، بعدما كانوا يلهثون لاتخاذ صورة تذكارية معه.