المصطفى الجوي ـ موطني نيوز
شهدت مدينة بنسليمان ليلة أمس الثلاثاء 15 أبريل الجاري حملة أمنية مكثفة لتحرير الملك العمومي من التعديات العشوائية التي طالت الفضاء العام، حيث انطلقت العملية حوالي الساعة العاشرة ليلاً من أمام مقر باشوية بنسليمان، وغطت جميع أحياء المدينة بمشاركة مكثفة لكافة الأطراف المعنية.
تميزت الحملة بتنسيق محكم بين مختلف المصالح، حيث شارك رؤساء الملحقات الإدارية، والخليفة، وأعوان السلطة، وعناصر القوات المساعدة والأمن الوطني، في جهد جماعي يهدف إلى إعادة فرض النظام واحترام القانون. وقد أسفرت الحملة عن نتائج ملموسة تمثلت في حجز مجموعة من العربات المدفوعة التي باتت تحتل بصفة دائمة الطرقات العامة، بالإضافة إلى إزالة عدد من الأكشاك القصديرية غير المرخصة التي تشوه المنظر العام للمدينة.
هذه التعديات التي تم تطهيرها تعكس سنوات من الإهمال وغياب التخطيط الحضري الفعال، حيث يوجه سكان المدينة انتقادات حادة لرئيس جماعة بنسليمان الذي قضى عقداً من الزمن دون أن يقدم أي إضافة تذكر لبنية المدينة التحتية، وفقاً لشهادات محلية. وقد تحولت العديد من الشوارع والأرصفة إلى فضاءات للفوضى والعشوائية، في ظل غياب أي حلول جذرية من قبل المسؤولين المحليين.
في المقابل، تجدر الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المحلية والإقليمية، حيث أشرف السيد العامل والسيد الباشا ومساعدوهما على سير الحملة، مؤكدين على ضرورة احترام القانون وحماية الممتلكات العامة. كما يستحق أعوان السلطة ورجال الأمن والقوات المساعدة كل التقدير على عملهم الدؤوب ليلاً لضبط المخالفين وإعادة النظام إلى الفضاء العام. ولا يفوتنا أن نثمن دور وسائل الإعلام التي واكبت الحملة منذ انطلاقها، ساهمت في تسليط الضوء على أهمية هذه الإجراءات.
تبقى هذه الحملة خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، لكنها تطرح في الوقت نفسه تساؤلات حول استدامة النتائج ومدى جدوى الإجراءات الأمنية في غياب حلول تنموية حقيقية. فالمدينة تحتاج إلى أكثر من حملات التطهير المؤقتة، بل تتطلب إستراتيجية شاملة توفر بدائل عادلة للباعة المتجولين وتضمن تطوير البنية التحتية بشكل يلبي حاجات السكان. بنسليمان، كغيرها من المدن المغربية، تستحق أكثر من مجرد تدخلات أمنية، بل تحتاج إلى رؤية تنموية واضحة تعيد لها بريقها وتحفظ كرامة سكانها.