
المصطفى الجوي – موطني نيوز
لا يخفى على أحد أن مدينة بنسليمان تشهد تحولاً جذرياً في مشهدها الحضري بفضل الحملة التاريخية التي قادتها السلطة المحلية تحت إشراف السيد الباشا كمال شتوان، والتي جاءت تنفيذاً لتوجيهات وزارة الداخلية. حملةٌ لم تكن مجرد خطوة روتينية، بل كانت ضربة قوية لكل من تسوّلت له نفسه العبث بمقدرات المدينة، وتحويل الملك العام إلى ساحة للفوضى والاستغلال. لكن، وكما هو متوقع في كل معركة بين الحق والباطل، ظهرت أصواتٌ مشبوهة تحاول تشويه هذه المبادرة، وكأن المدينة لا تستحق أن تتنفس هواء النظافة والانضباط.
لقد كشفت ردود الأفعال عن ثلاثة أصناف من الناس: صنفٌ واعي، يعرف قيمة القانون ويقف مع الدولة في حربها ضد الفوضى، وصنفٌ جاهلٌ يطلق العنان للسانه دون وعي، يثرثر بلا علم، والفضل طبعا يعود ل”نجمة 6″ التي حولت الجهل إلى فنٍ يُمارس علناً. أما الصنف الثالث، فهو الأخطر على الإطلاق، أولئك الذين يتبارون في تشجيع الفوضى، ويتبارون في تمجيد الاعتداء على الملك العام، وكأنهم يريدون للمدينة أن تتحول إلى خرابة بلا نظام. هم نفس من صرخوا بالأمس ضد “تخاذل” السلطة، وإذا تحركت هذه الأخيرة اتهموها بالشطط، وكأنهم يريدونها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تخريبهم المتعمد. وهم بذلك ينهجون سياسة “علاش أنت مزغب؟!”.
الأمر الأكثر استفزازاً هو أن بعض هؤلاء لم يكتفوا بالمعارضة السلبية، بل قاموا بتسليح الباعة الجائلين بمكبرات الصوت ولافتات الاحتجاج ودفعوهم للوقوف أمام مقر العمالة، وكأن بيع الفوضى أصبح مهنةً مربحة. هم لا يدفعون ضرائب، ولا يحترمون القانون، ومع ذلك يطالبون بـ”البديل”، وكأن المدينة مزرعتهم الخاصة. أما أولئك الذين احتلوا الحدائق العامة وحولوها إلى أسواق عشوائية، فبعضهم امتثل للقانون، والبعض الآخر ما زال يعيش في وهم أنه فوق المحاسبة، يتستر بعلاقات واهية أو يلعب لعبة “الفر والكر” مع السلطة.
نحن، كإعلام، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المهزلة. نعلن وقوفنا إلى جانب السلطة المحلية في معركتها من أجل استعادة هيبة القانون، ونطالبها بالمضي قدماً في تطهير المدينة من كل أشكال العشوائية، وتحريك مساطر المتابعة القضائية في وجه كل من يحول دون تنظيم المدينة و القضاء على كل مظاهر الفوضى و التغول، خاصةً تلك الحدائق التي تحولت إلى وكرٍ للفوضى، كما هو الحال في حي كريم. بنسليمان تستحق أن تكون نموذجاً للنظام والجمال، وليس ساحةً للمتاجرة بمصالح الناس. فليكن واضحاً: المعركة ضد الفوضى لن تتوقف وهي اليوم وصلت إلى يومها السابع دون توقف وبدون محاباة او استثناء لاي كان ، وسيبقى صوت الحق أعلى من كل ضجيج الجهلاء.
تحية وتقدير لجريدة موطني نيوز على موقفها الشجاع و العادل و الواضح لمساندة المسؤولين في تحرير الملك العمومي و فرض النظام و تطبيق القانون دون استثناء أو محاباة أحد ، الأغلبية الساحقة من السكان يساندون هذا الإجراء عدى بعض المستفيدين من وضع اللا نظام و من الفوضى. إننا في مدينة بوزنيقة ننتظر بشغف كبير تحرك السلطات المحلية للقيام بنفس الإجراء لإنقاذ هذه المدينة من الفوضى و العبث و التسيب الذي تعاني منه منذ سنوات ، إن حرارة الإنجاز الذي حققته بنسليمان بدأت تصل كذلك لمدينة بوزنيقة ، ففي صباح هذا اليوم 09/04/2025 لاحظنا تحرك أصحاب شركات بيع مواد البناء و خصوصاً بحي البساتين 2 و شارع بوريفاج لتنظيف أمام محلاتهم التجارية من الأثربة و الغبار و بقايا الإسمنت و غيرها ، منهم من حاول التنظيف أول مرة في حياته بعد ما حولوا هذا الحي السكني إلى حي صناعي أو كاريان ، الغبار و الضجيج و التلوث و الكلام النابي واحتلال الملك المشترك تحت الأقواس و الشارع العام و الساحات و البقع الغير المبنية ظنا منهم أن هذا الفعل كاف لذى السلطات المحلية و ثنيها على تحرير الملك المحتل و تطبيق القانون . نتمنى أن تكون السلطات المحلية حازمة و جدية هذه المرة في فرض القانون على الجميع دون استثناء لأن القانون فوق الكل و لأن المدينة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى النظام و التنظيم ، فهل هذا سيتحقق بهذه المدينة أم أن دار لقمان ستبقى على حالها ؟