
المصطفى الجوي – موطني نيوز
تستعد جماعة سيدي بطاش التابعة لإقليم بنسليمان، عشية اليوم الإثنين 07 أبريل 2025، لاستقبال زيارة ميدانية هامة يقودها السيد سمير اليزيدي، عامل الإقليم، رفقة السيد رئيس جهة الدار البيضاء-سطات ورئيس المجلس الإقليمي، إلى جانب وفد مرافق يضم مسؤولين محليين وجهويين. وبحسب المعلومات التي توصلت بها “موطني نيوز” من مصادر مطلعة، فإن هذه الزيارة تأتي في سياق متابعة سير الأشغال التنموية بالجماعة، مع تركيز خاص على الحالة الكارثية التي آلت إليها الطريق الرئيسية التي كلفت خزينة الدولة أزيد من مليار سنتيم.
هذا المشروع، الذي لم يمر على إنجازه أكثر من خمسة أشهر، كان يفترض أن يكون شريان حياة لساكنة الجماعة التي طالما عانت من سوء البنية التحتية. غير أن الواقع كان صادماً، إذ تحولت الطريق بين ليلة وضحاها إلى حفر وتشققات، لتصبح عبئاً إضافياً على السكان بدلاً من أن تكون حلاً لمشاكلهم. وتشير المعلومات إلى أن أسباب هذا الانهيار المبكر تعود إلى شبهات الغش وسوء التنفيذ، مما أثار استياءً واسعاً وسط الساكنة التي كانت تمني النفس بتحسن ظروف التنقل والعيش.
الزيارة المرتقبة للسيد سمير اليزيدي، المعروف بمتابعته الميدانية للمشاريع التنموية، تثير تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت ستشكل نقطة تحول في معالجة هذا الملف الشائك. فهل ستكون هذه المناسبة فرصة لوضع النقاط على الحروف، وكشف المتورطين في ما يبدو أنه فضيحة غش وإهمال؟ أم أنها ستظل مجرد زيارة بروتوكولية تمر مرور الكرام دون تغيير يذكر في الوضع المزري للطريق؟
الساكنة، التي طالما عبرت عن تذمرها من تردي الأوضاع، تضع آمالاً كبيرة على هذا الحدث، متمنية أن يتم الوقوف على حجم الكارثة التي خلفتها الأشغال الرديئة، وأن يتم اتخاذ قرارات حاسمة لمحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع. فالطريق، التي كلفت مبالغ طائلة، لم تدم حتى لنصف عام، مما يطرح أسئلة ملحة حول جودة الإنجاز وشفافية صرف الأموال العامة.
إن حضور رئيس جهة الدار البيضاء-سطات ورئيس المجلس الإقليمي إلى جانب العامل يعزز من أهمية هذه الزيارة، حيث يتوقع أن تشمل النقاشات تقييماً شاملاً للمشاريع التنموية بالجماعة، وعلى رأسها هذا الملف الذي أصبح رمزاً للإخفاق الإداري والتقني. وفي ظل التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الحكامة الجيدة وحماية المال العام، يبقى السؤال المطروح: هل ستُترجم هذه الزيارة إلى إجراءات عملية تضع حداً لمعاناة ساكنة سيدي بطاش، وتقدم المتورطين إلى العدالة؟
في انتظار ما ستسفر عنه هذه الزيارة، تبقى الأنظار متجهة نحو المسؤولين المحليين والجهويين، في اختبار حقيقي لمدى جديتهم في الاستجابة لتطلعات الساكنة، واستعادة الثقة في المشاريع التنموية التي طالما رفعت شعارات التنمية والتقدم، لكنها سرعان ما تحولت إلى خراب وعبء بسبب الغش وسوء التدبير. فالوقت لم يعد يحتمل التأجيل، والساكنة تنتظر أجوبة واضحة وحلولاً جذرية.