المصطفى الجوي – موطني نيوز
انطلقت في مدينة بنسليمان مبادرة حضرية طموحة تهدف إلى إعادة تنظيم المشهد البصري للمدينة، عبر إحصاء دقيق للأكشاك التجارية ومراجعة وضعيتها القانونية والهيكلية. تأتي هذه الخطوة تنفيذًا لتوجيهات وزارة الداخلية والسيد العامل بالإقليم، في إطار مسعى أوسع للحد من الاستغلال العشوائي للملك العمومي، وتعزيز الهوية الجمالية للمدينة التي تسعى لأن تكون نموذجًا للمدن العصرية.
ووفقًا لمراسلة رسمية وجهها السيد كمال شتوان باشا المدينة إلى رئيس المجلس الجماعي، طالب من خلالها بتقديم جدول مفصل يشمل كافة الأكشاك المرخصة، مع تحديد مواقعها ومدى توافقها مع النماذج التصميمية الجديدة التي أعدتها السلطة المحلية. هذه النماذج، التي تركز على توحيد الواقيات الشمسية واللوحات الإعلانية بألوان وأحجام محددة، ليست مجرد إجراء شكلي، بل جزء من استراتيجية تهدف إلى خلق انسجام بصري يعكس رؤية تطورية تستند إلى معايير جمالية ووظيفية حديثة.
وتؤكد السلطات الاقليمية و المحلية أن المبادرة تسعى إلى تحقيق توازن بين احتياجات أصحاب الأكشاك الصغيرة ومتطلبات التحسين الحضري، حيث ستقدم دعماً فنياً وقانونياً لتسهيل انتقالهم إلى النماذج المعتمدة، مع مراعاة الظروف الاقتصادية لهم. كما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها استباقية لتعزيز جاذبية المدينة سياحيًا واستثماريًا، عبر تحويل الأكشاك من عناصر عشوائية إلى جزء من نسيج حضري متكامل.
وفي سياق متصل، يرى السيد الباشا ومساعديه أن مبادرات مماثلة نجحت عالميًا في رفع كفاءة المدن اقتصادياً واجتماعيًا، إذ تسهم البيئة المنظمة في جذب الاستثمارات وتعزيز ثقة المواطنين بمؤسساتهم. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في تنفيذ هذه المشاريع هو تحقيق التوازن بين الطموحات التنظيمية وواقع الأنشطة التجارية الصغيرة، وهو ما تعهدت السلطات بمعالجته عبر حوار مفتوح مع أصحاب المصلحة.
وبهذه الخطوة، تُرسي السلطة المحلية في بنسليمان أساسًا لمشروع حضري طموح قد يكون نواة لتجارب مماثلة في مدن مغربية أخرى، حيث تصبح الجماليات والانضباط أداتين فعالتين لصنع مدينة تعكس احترامًا للفضاء العام، وتقديرًا لروح العصر دون التخلي عن الهوية المحلية. ناهيك عن استقبال المدينة لزوار حدث رياضي عالمي يتمحور حول كأس العالم 2030.
