بنسليمان : لماذا اختفى وغاب ممثلو مجلس جماعة أهل الكهف عن مساندة السلطة المحلية في تحرير الملك العمومي؟

السيد الباشا رفقة اعوان السلطة و عناصر القوات المساعدة بالشارع العام

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في الوقت الذي تشهد فيه مدينة بنسليمان حراكًا إيجابيًا بقيادة السلطة المحلية لتنظيم الفضاء العام وإعادة الاعتبار لجمالية المدينة، يطرح السؤال نفسه بإلحاح : أين اختفى أعضاء المجلس الجماعي؟ ألا يعنيهم تنظيم المدينة وتحسين ظروف عيش ساكنتها؟ أم أن دورهم، كما اعتادوا، يقتصر على ترك الفوضى تستشري ليتم استغلالها لاحقًا كورقة انتخابية كلما دق جرس الاستحقاقات؟

إن ما قامت به السلطة المحلية بقيادة السيد الباشا كمال شتوان، وبدعم مباشر من السلطات الإقليمية في شخص السيد العامل سمير اليزيدي، عملية مباركة تستحق التنويه والتقدير. فقد أثلجت صدور الساكنة، وأعادت الأمل في أن المدينة قادرة على استعادة رونقها. لكن، وسط هذا الزخم، لم نرَ ولو ظلّ مستشار جماعي واحد، سواء من الأغلبية أو المعارضة، يطل برأسه أو يساهم ولو بكلمة. فهل غيابهم له ما يبرره، أم أنه مجرد هروب من مواجهة الساكنة التي طالما تغنّوا بمطالبها في المحافل دون فعل يُذكر؟

إن ما تحقق على أرض الواقع اليوم يُظهر بوضوح أن السلطة المحلية لم تكتفِ بما أنجزته، بل تسعى لاستكمال المشروع التنظيمي بكل جدية وحزم في الأيام القادمة. فقد علم “موطني نيوز” أن السيد الباشا كمال شتوان، وبتعليمات صريحة من السلطات الإقليمية، دعا إلى عقد اجتماع هام يوم غدٍ الخميس 03 أبريل 2025، على الساعة العاشرة صباحًا، بمقر باشوية بنسليمان. الاجتماع سيجمع مصالح الجماعة، بما فيها الجبايات، الشرطة الإدارية، ومسؤولي احتلال الملك العمومي، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تنظيم الواقيات الشمسية واللوحات الإشهارية للمحلات التجارية، لتكون بمظهر نظيف ومنسق يليق بمدينة بنسليمان. خطوة تؤكد أن السيد الباشا لن يتوقف عند حد، وأن الإرادة موجودة لإخراج المدينة من حالة الإهمال التي طال أمدها.

ومن هنا، نرفع تحية تقدير وإجلال للسيد الباشا كمال شتوان، وللسيد العامل سمير اليزيدي، ولكل من يحمل غيرة صادقة على هذه المدينة التي تستحق أكثر مما هي عليه اليوم. لكن، في المقابل، لا يمكن أن نغفل الوضع المزري الذي يعيشه شارع الحسن الثاني، الشريان الوحيد للمدينة، والذي يئن تحت وطأة المحطة العشوائية لسيارات الأجرة، خاصة تلك الملاصقة لدار الشباب. ومن هذا المنبر، نجدد مطالبتنا الموجهة إلى السيد العامل سمير اليزيدي بالتوقيع على قرار عاملي عاجل لإخلاء هذا الشارع وإعادة تنظيمه، لأن بنسليمان لم تعد تحتمل المزيد من الفوضى.

وعليه، يبقى السؤال معلقًا : هل سينهض المجلس الجماعي من سباته العميق ليشارك في هذا الحراك، أم أن دوره سيظل حبرًا على ورق، وصوتًا يصدح في الانتخابات ويخفت بعدها؟ فالمدينة تنتظر إجابة، والساكنة لن تنسى من تخلى عنها ومن ارجعها للخلف ونزع منها طابع التحضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!