
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في ظل الأزمات التي تعصف بجماعة أهل الكهف “بنسليمان”، يبرز سؤال حارق يطرح نفسه بقوة: على ماذا يبحث رئيس الجماعة بتسلطه المتواصل على بعض الموظفين، وعلى رأسهم رئيس مصلحة تصحيح الإمضاء؟ وما الذي يدفع هذا الحقد الدفين الذي يظهر جليًا في تصرفاته تجاه هذا الموظف بالذات؟ هل هو خطأ مهني جسيم ارتكبه الأخير في عمله، أم أن السبب يكمن في شجاعته لقول الحقيقة أمام محققي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية؟ الأجوبة على هذه الأسئلة ليست مجرد تكهنات، بل مؤشرات دامغة تكشف عن نهج يبدو أنه لم يتعلم من دروس الماضي، بل يصر على مواصلة مسلسل الانتقام بكل الوسائل المتاحة.
معلومات حصرية حصل عليها “موطني نيوز” من مصادر مطلعة تؤكد أن رئيس الجماعة اتخذ قرارًا بإعفاء رئيس مصلحة تصحيح الإمضاء من مهامه، لكن المفاجأة كانت في رفض رئيس قسم الموظفين التأشير على هذا القرار، معللاً ذلك بأن الموظف لم يرتكب أي فعل يبرر هذا الإجراء. هذا الرفض يضعنا أمام معضلة جديدة: هل سيتحول غضب السيد الرئيس هذه المرة إلى رئيس قسم الموظفين الذي تجرأ على الوقوف في وجه قراره؟ أم أن الأمر مجرد حلقة جديدة في سلسلة التجاوزات التي باتت تُعرف بها إدارة الجماعة؟
الأمر لا يتوقف هنا، فبحسب ذات المصادر، تلقى رئيس الجماعة استدعاءً جديدًا من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في سياق التحقيقات المستمرة حول التقرير المالي لحسنية بنسليمان، وهو التقرير الذي صادق عليه بنفسه خارج الاوقات الرسمية، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والشكوك. وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل ستستدعي الفرقة الوطنية رئيس مصلحة تصحيح الإمضاء مجددًا، ذلك الموظف الذي سبق أن أكد للمحققين غيابه عن تلك العملية؟ وإذا تم استدعاؤه، هل سيكتفي بالصمت هذه المرة، أم سيقرر فضح كل الحقائق التي يحملها في جعبته، ليكشف عن الوجه الحقيقي لما يجري خلف الكواليس؟
إن ما يحدث في جماعة أهل الكهف ليس مجرد صراع إداري عابر، بل مشهد يعكس بوضوح محاولات يائسة لرئيس فاشل يريد ترهيب الموظفين وإسكات أصوات الحقيقة. فالرئيس، الذي يبدو أنه لم يستخلص العبرة من التحقيقات السابقة، يواصل نهجه في استهداف كل من يقف في طريقه، سواء كان ذلك برفض قراراته أو بكشف المستور أمام الجهات الرقابية. لكن السؤال الأكبر يبقى: إلى متى سيظل هذا التسلط يمر دون محاسبة؟ وهل ستكون الفرقة الوطنية للشرطة القضائية هي من تقول الكلمة الفصل في هذا الملف الذي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم؟
إن ما تشهده جماعة أهل الكهف اليوم تحت رئاسة هذا الرئيس هو أكثر من مجرد إشكالية إدارية، إنه اختبار حقيقي لمدى قدرة المؤسسات على حماية موظفيها من التجاوزات، وكشف الحقيقة مهما كانت مرة. والأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف ما إذا كان الانتقام سيطال المزيد من الأبرياء، أم أن العدالة ستأخذ مجراها أخيرًا ضد هذا الرئيس الذي لم يعطي أي إضافة للمدينة على امتداد عشرة سنوات.