
المصطفى الجوي – موطني نيوز
تساءل المثل الشعبي المغربي قديماً: “أش خاصّ العريان خاتم أمولاي؟”، وهو سؤال يجد صداه اليوم في واقع مدينة “السيبة” بنسليمان، التي تغرق في الوحل وتفتقر لأبسط مظاهر التنمية، بينما تنتشر الأزبال في شوارعها بسبب أزمة المحروقات المستعصية. لكن المفارقة تكمن في قرارٍ غريب وهو منح ترخيص لإنشاء منطقة ألعاب ترفيهية على أرض تابعة لشركة العمران، وسط غياب أي حلول جذرية لمشاكل المدينة المزمنة.

هذا القرار، إن لم يكن دليلاً على الفوضى التي تحكم تدبير الشأن المحلي، فهو تأكيد على سيطرة الارتجالية والمزاجية على صناعة القرار. فكيف تُمنح تراخيص لمشاريع ترفيهية على طريق رئيسي مكتظ (أمگالة) بجوار موقف للشاحنات الثقيلة، بينما المدينة تعاني من انهيار البنية التحتية والتلوث البصري؟ فمن المسؤول عن هذه الخطوة، الجماعة الترابية أم شركة العمران صاحبة الأرض؟ وما هو المقابل المادي لاستغلال الملك العمومي؟ ومن إستخلصه؟

أما الأسئلة الأكثر إلحاحاً فتتعلق بمدى علم الأجهزة الأمنية، هل وافقت على نشاطٍ قد يعرقل حركة المرور؟ أم أن الأمر تم بتجاهلها، كالعادة، في ملفات التنمية المحلية المزعومة؟ يبدو أن “جماعة أهل الكهف” – كما يُطلق عليها ساخراً – تعيد إنتاج سياسة الإقصاء حتى في قراراتها الاستثنائية!

وعليه، لا يسعنا إلا أن “نهنئ” ساكنة مدينة “السيبة” على هذا “الإنجاز التنموي” الفريد، ونشيد بمجلسها الجماعي والسلطة المحلية التي وجدت حلاً مبتكراً لأزمات المدينة بتحويل أنظار المواطنين عن الوحل والأزبال بألعاب ترفيهية! لكن يبقى السؤال : هل هذه الخطوة محاولة يائسة لعمل أي شيء أم اعتراف ضمني بعجز السلطات عن مواجهة الفوضى والعشوائية التي أصبحت الهواء الذي يتنفسه السكان؟ والى موضوع أخر.