بنسليمان : أسواق عشوائية منتشرة كالفطر ومكبرات الأصوات تزعج الساكنة في مدينة “السيبة” (فيديو)

غيض من فيض مدينة سائبة

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في ظل صمت رسمي مطبق، تحولت مدينة بنسليمان إلى ما يمكن وصفه بمدينة “السيبة” – مدينة تعاني من غياب النظام والرقابة. لقد استفحلت ظاهرة الباعة الجائلين في المدينة بشكل غير مسبوق، حيث احتلوا الشوارع والأرصفة بل وصل الأمر إلى عرض البضائع وسط شارع الحسن الثاني – الشريان الرئيسي للمدينة – وعند إشارات المرور. هذا الانتشار العشوائي لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لتقاعس المسؤولين المحليين الذين يبدو أن همهم الوحيد هو الحفاظ على مناصبهم دون أي اكتراث بمعاناة المواطنين اليومية.

من المؤسف حقاً أن تتحول حرمة المساجد ومحيطها إلى بؤر تجارية فوضوية. فقد باتت رحاب وجنبات المساجد مكاناً لعرض البضائع، وسط ضجيج المكبرات الصوتية التي لا تتوقف. المشهد لا يقتصر على انتهاك حرمة دور العبادة فحسب، بل يمتد ليشمل انتشاراً واسعاً لقطعان البهائم الشاردة والمحروسة التي حولت أحياء المدينة إلى مراعٍ مجانية. ناهيك عن قطعان الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع وتشكل تهديداً لسلامة المواطنين، خصوصاً الأطفال وكبار السن.

أضف إلى هذا المشهد المؤسف العربات المجرورة بالدواب وتلك المدفوعة باليد التي أصبحت تتنافس مع السيارات في استخدام الطرقات. وكأننا نعيش في مدينة خارج الزمن، بعيدة كل البعد عن مقومات المدينة الحضارية التي تتغنى بها الخطابات الرسمية. فأين هي الرؤية التنموية التي تعد بها السلطات؟ وأين هي المشاريع التي من شأنها تنظيم القطاع غير المهيكل وإيجاد البدائل للباعة المتجولين؟

الغريب في الأمر أن المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي غائبون بشكل كامل عن هذه المشاكل، ولكنهم حاضرون بقوة عندما يتعلق الأمر بالظهور الإعلامي أو المناسبات الرسمية. إنها مفارقة صارخة تعكس غياب الحس بالمسؤولية وضعف الإرادة السياسية في التصدي للظواهر السلبية التي تنخر جسد المدينة. كأن هناك قراراً غير معلن بترك المدينة فريسة للفوضى والعشوائية مع إقتراب الإنتخابات، لأن كل المخالفين تعتبرهم مكونات المجلس الجماعي “أصوات إنتخابية” لا يجب التصدي لها. 

إن الواقع المرير الذي تعيشه بنسليمان اليوم يشهد على فشل ذريع في تدبير الشأن المحلي. المواطن البسيط بات يتساءل : هل هناك من يسمع؟ هل هناك من يهتم؟ أم أن المصالح الضيقة والحسابات السياسوية قد طغت على المصلحة العامة؟ لا يمكن الاستمرار في سياسة الآذان الصماء والعيون المغمضة. لا بد من نفض غبار اللامبالاة وتحمل المسؤولية قبل أن تتفاقم الأوضاع وتصبح المدينة نموذجاً للتسيب والإهمال في كل أنحاء المملكة وها هو شهر رمضان على الأبواب وستشهدون بأم أعينكم مالم يسبق لكم أن حلمتو به من فوضى وتسيب.

إن استمرار هذه الأوضاع المزرية يطرح تساؤلات مشروعة حول جدية السلطات المحلية في النهوض بواقع المدينة. فهل سنشهد يوماً تحركاً جاداً لإعادة النظام إلى شوارع بنسليمان وأحيائها، أم أن “السيبة” أصبحت قدراً محتوماً على سكان هذه المدينة المنكوبة بمسؤوليها قبل أن تنكب بمشاكلها؟

ولمن فاتته بعض المظاهر المقرفة التي تزخر بها مدينة السيبة ندعوكم  :

 للضغط هنا.

الضغط هنا.​​​​​​​​​​​​​​​​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!