
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد يبعث على التساؤل حول مستقبل مدينتنا الخضراء “يا حسرة”، رصدت عدسة “موطني نيوز” مؤخراً ظاهرة تعكس تناقضات المدينة التي تطمح لاستضافة منافسات كأس العالم. وكما يقول المثل المغربي: “عيش نهار تسمع أخبار”، فبعد حادثة قطيع الغنم التي سبق وتناولتها العديد من المنابر الإعلامية، نعود اليوم لنوثق مشهداً مماثلاً في قلب حي الفلين الراقي بمدينة بنسليمان.

لقد التقطت عدستنا صوراً تُظهر قطعاناً من الأغنام والبقر والماعز تتجول بحرية تامة بالقرب من ثكنة القوات المساعدة وبين مدرستين – إحداهما خصوصية والأخرى عمومية – تحت إشراف سيدة برفقة كلبها، في منظر يتنافى تماماً مع طموحات المدينة وصورتها كوجهة حضارية.

هذا المشهد يطرح تساؤلاً جوهريا، هل بنسليمان فعلاً مدينة حضارية مؤهلة لاستضافة حدث عالمي بحجم كأس العالم؟ أم أننا أمام وهم سيتحول مع الوقت إلى كابوس حقيقي؟

فلقد حذرنا مراراً من خطورة هذه الظاهرة، والتي باتت تتكرر بشكل يومي، حيث تحولت أحياء المدينة – بما فيها الأحياء الراقية – إلى مراعٍ مفتوحة للبهائم. وما يثير الاستغراب أن هذه ليست قطعاناً شاردة (والتي عادة ما تتحرك ليلاً)، بل هي قطعان خاضعة لإشراف مباشر تجوب شوارع المدينة نهاراً وعلى مرأى من الجميع!

إن اختلاط الحابل بالنابل في بنسليمان السائبة بات يهدد صورتها ومستقبلها الأسود أصلا، فكيف لمدينة تطمح لاستقبال وفود عالمية أن تسمح بمثل هذه المظاهر الريفية في قلب أحيائها الحضرية؟ وكيف يمكن أن نتحدث عن بنية تحتية متطورة في ظل غياب أبسط ضوابط التنظيم المدني؟

إن المفارقة الصارخة بين طموحات المدينة وواقعها تضعنا أمام تحدٍ حقيقي، يتطلب من المسؤولين التحرك العاجل قبل أن تتحول “مدينة المونديال” إلى “كائن هجين” بالفعل ويصعب السيطرة عليه، أو كما بات يطلق عليها البعض مدينة السيبة و التسيب. وللحديث بقية.