
أسية عكور – موطني نيوز
تحت شعار “المنتجات المجالية، رافعة لريادة الأعمال والابتكار”، انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثامنة للمعرض الجهوي للمنتجات المجالية الفلاحية، التي تنظمها الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس في مدينة تازة، وذلك بعد النجاح اللافت للدورة السابقة. يمتد الحدث، الذي يستمر حتى 26 فبراير الجاري، ليكون منصةً استثنائية لعرض إمكانات القطاع الفلاحي الجهوي، وتعزيز فرص التسويق والاستثمار، في إطار مواءمةٍ مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” الرامية إلى دعم ريادة الشباب والابتكار في المجال الفلاحي.
وشهد المعرض هذا العام تحولًا كميًا ونوعيًا، حيث تم توسيع مساحته إلى 2000 متر مربع، مقارنةً بالدورة الماضية، ما سمح باستضافة 80 عارضًا من المنظمات المهنية الفلاحية، مقابل 48 عارضًا سابقًا. وتوزع العارضون بين 75 منظمة تمثل أقاليم جهة فاس مكناس في قطاعات الزراعة والصناعة التقليدية ذات الأصل الطبيعي، و5 منظمات قادمة من جهات درعة-تافيلالت، والشرق، وبني ملال-خنيفرة، مما يعكس تناغمًا جهويًا لتعزيز التكامل الاقتصادي.
ولأول مرة، يُخصَّص فضاءان جديدان: الأول “للتَذَوُّق”، حيث يمكن للزوار تجربة المنتجات المحلية المميزة مثل الزعفران والتمور، والثاني “للإنتاج”، الذي يُبرز المراحل التصنيعية للمنتجات، من الزراعة إلى التعبئة، مما يقدم تجربة تفاعلية تسلط الضوء على الجودة والاستدامة.
لا يقتصر المعرض على كونه سوقًا لعرض المنتجات، بل يتعداه ليكون منصةً لتبادل الخبرات وتنمية المهارات عبر برنامج ثقافي وفني غني. فخلال ستة أيام، يُقام سلسلة من الورشات التكوينية حول آليات تسويق المنتجات المجالية، وفرص التمويل للمشاريع الناشئة، إلى جانب عروض فنية تراثية تستحضر موروث جهة فاس مكناس الثقافي.
وفي هذا الصدد، أكدت الغرفة الفلاحية أن هذه الدورة تهدف إلى “تثمين المنتجات المحلية كجزءٍ من الهوية الوطنية، وتحويلها إلى رافدٍ اقتصادي يُسهم في تشغيل الشباب، خاصةً في المناطق القروية”، مشيرةً إلى أن اختيار شعار الريادة والابتكار يأتي تماشيًا مع توجهات “الجيل الأخضر” لتمكين الشباب من خلال الفلاحة المستدامة.
يُبرز المعرض تنوعًا لافتًا في المنتجات المعروضة، من زيت الزيتون والعسل الجبلي إلى المصنوعات التقليدية من الصوف والأركان، والتي تشكل مصدر فخر للمنطقة. كما تحظى منتجات الجهات المشاركة، مثل تمور درعة-تافيلالت وزعفران جهة الشرق، باهتمام كبير من الزوار والمستثمرين.
وتعليقًا على الحدث، صرح أحد العارضين من تعاونية محلية : “هذه الفرصة تسمح لنا بالوصول إلى أسواق جديدة، والاطلاع على تجارب مبتكرة، خاصةً في مجال التصدير، الذي أصبح ممكنًا بفضل الدعم الذي توفره استراتيجية الجيل الأخضر”.
حيث تُكرس الدورة الثامنة للمعرض الجهوي مكانته كموعدٍ سنوي لا غنى عنه للفلاحين والمهنيين والمستثمرين، حيث يجسد التلاحم بين حماية التراث الزراعي والانطلاق نحو آفاق الاقتصاد الحديث. وفي ظل التحديات المناخية والاقتصادية، يبدو أن تثمين المنتجات المجالية ليس خيارًا ثقافيًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية لضمان مستقبلٍ مزدهر للقطاع الفلاحي في المغرب.
للمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة الموقع الرسمي للغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، أو متابعة صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي.