بنسليمان : مدينة السيبة فوضى بلا نهاية وسلطة محكومة بالعجز!

فوضى غير مسبوقة بزنقة الزريدي غفور في قرية بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في مدينةٍ تتناقض فيها الحكايات مع الأمثال، تطل مدينة “السيبة” بنسليمان كواقعٍ مُرٍ يُجسِّد المثل الشعبي “عِشْ نَهارًا تِسْمَعْ أخبار” بأبشع صوره. فبدلًا من أن تَسمع الأخبار، تراها هنا تُعاش يوميًا في شوارع مَفتوحة على الفوضى، وتُلامس انتهاكات القانون بيدٍ عارية، وكأن المدينة تُدار بقوانين الغاب، حيث السمع لا يُغني عن الرؤية، والكلام لا يُجدي أمام الفعل.

ففي قلب المدينة، حيث يُفترض أن تكون السلطة المحلية حاضرةً بسلطتها، تقف “زنقة الزريدي غفور” شاهدًا على انهيارٍ ممنهج. فالنقطة المُقابلة للمديرية الإقليمية للتعليم، التي يُفترض أن تكون منارةً للنظام، تحولت إلى ساحةٍ لـ”سوق” عشوائي، تتحكم فيه أربعة محلات تجارية بلا رقيب ولا حسيب. بائع الدجاج الذي يَحتجز الرصيف بأقفاصه المُتداعية، وبائع السمك الذي يُحوِّل الممر العام إلى مزبلةٍ تفوح منها الروائح، ومحلبة تحوَّلت بين عشيةٍ وضحاها إلى مقهى عشوائي، وبائع الخضر الذي يَستعرض بضاعته وكأنه في ملكيةٍ خاصة. كل هذا يحدث تحت أنف سلطةٍ محليةٍ تبدو وكأنها “محگورة” في زاوية العجز!

فوضى غير مسبوقة بزنقة الزريدي غفور في قرية بنسليمان

فالمشهد لا يقتصر على التشويش البصري فحسب، بل يتعداه إلى عرقلة حركة المارة الذين يُجبرون على السير في وسط الطريق يزاحمون السيارات، مُخاطرين بحياتهم تحت عجلاتها، بينما تُحاصرهم “سواتر حديدية” ولوحاتٌ إعلانية وضعها الباعة كحدودٍ لـ”إمبراطورياتهم” غير الشرعية. التساؤل الذي يفرض نفسه : كيف تُصادر المصلحة العامة لصالح أربعة محلات ربما لا يتوفرون حتى على الترخيص القانوني لمزاولة تلك الأنشطة؟ وأين هي الشرطة الإدارية ومكتب حفظ الصحة في هذه المدينة التي يدفع المواطن الضرائب مقابل أن تحميه من هذه الفوضى؟

يبدوا أن اللافت في الأمر أن هذه التجاوزات لم تكن وليدة يومٍ وليلة، بل هي نتيجة تراكمية لغياب أي رادع أو زجر اللهم بعد الحملات المحتشمة لدر الرماد في العيون “شفوني”. فالمحلات الأربعة تمارس انتهاكاتها خطيرة، دون أن تتحرك السلطة المحلية لإزالتها او مراقبتها، أو حتى لإلزامها بالحدود القانونية. وهو ما يدفع إلى استنتاجين لا ثالث لهما: إما أن السلطة المحلية عاجزةٌ إلى حدٍّ يُثير السخرية، أو أنها متواطئةٌ بصمتٍ مع هذه الفوضى. وفي الحالتين، النتيجة واحدة: المواطن هو الخاسر الوحيد والفوضى والتسيب هي المهيمنة والمنتصرة دائما!

أقول للمسؤولين بهذه القرية إن هذا المشهد المُزرِي، يَستدعي الواقع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يُنذر بعلامات الساعة حين يُسلَّط غير الأكفاء على رقاب الناس. فها هي مدينة “السيبة” تُقدم نموذجًا حيًا لسلطةٍ أُسندت إلى غير أهلها، فباتت المدينة ساحةً للفوضى، والمواطن رهينةً بين مطرقة الإهمال وسندان التجاوزات. السؤال الذي يَطن في الأذهان كجرس إنذار: إلى متى سيستمر هذا العبث؟ وإلى من نلجأ حين تكون السلطة هي الغائب الأكبر في مشهدٍ يَستدعي النهاية؟!

الواقع يقول: ها نحن ننتظر…ولكن أي ساعةٍ هذه التي ننتظرها؟!

الكلمة للسيد الوالي محمد امهيدية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!