لا للتهجير..والمغربُ ليس ساحةً للمُهَرقِلين

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

من هذا الذي تجرأ بغباءٍ واستخفافٍ على استفزاز المغرب (دولةً وشعباً) بنشر إشاعاتٍ عن مفاوضات سرية لتحويله ملاذاً لفلسطينيي غزة المُهجَّرين؟!

أليس مِنَ العقل أن يتفكر هذا المتهور في طبيعة المجتمع المغربي الذي يضم يهوداً مغاربةً ويهوداً من جنسيات مختلفة، بل ويستقبل آلاف الإسرائيليين سنوياً كسائحين وروادٍ يجدون فيه أماناً روحياً؟ فكيف إذا تحوَّل إلى مكانٍ لإيواء مليون ونصف مليون فلسطيني من غزة، غالبيتهم من أنصار حركة مقاومة مسلحة؟ ألم يدرك أن هذه الخطوة ستُشعل ناراً تأكل الجميع؟

تضامننا مع الفلسطينيين ضد الاحتلال والصهيونية لا يتزعزع، لكنه يبقى في إطار السلمية عبر المظاهرات والمقاطعة. أما استقبال أعداد هائلة من الغزيين المنتمين لحركة عسكرية، فسيُحوِّل المغرب إلى ساحة صراع، وسيهدد السلم الأهلي الذي نعتز به.

المُفترض أن يكون يهود المغرب أول الرافضين لهذا الاقتراح الكارثي، تليهم باقي شرائح الشعب الرافضة لاستباحة حقوق الشعوب. كما على دول الجوار الأوروبية والإفريقية أن تدرك أن نقل الصراع من الشرق الأوسط إلى منطقتنا جريمةٌ لن نسمح بها.

لِيفهم قادة إسرائيل وأمريكا أن دعمنا للتطبيع كان مرتبطاً بشرطين غير قابلين للتفاوض؛ توقف الاستيطان وتحقيق حل الدولتين، والاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. فإن ظننتم أن بإمكانكم ابتزازنا عبر قضية الصحراء، أو إجبارنا على تقبُّل تهجير الفلسطينيين، فأنتم واهمون.

المغرب ليس دولةً طارئة على الخريطة، بل هو تاريخٌ متجذرٌ في عمق إفريقيا والعالم العربي، قائم على “المخزن” كنسقٍ سياسي واجتماعيٍ عريقٍ، لا يُخضعُه تهديدٌ ولا يستدرجه ابتزاز. ولن نتردد في قطع العلاقات مع كل من ينكث وعوده، أو يلعب بورقة الصحراء، فالأرض مغربيةٌ، والدفاع عنها قضية وجود.

لن نكون طرفاً في أي مشروعٍ يستبدل حل الدولتين بتهجير الفلسطينيين، أو يُحوِّل منطقتنا إلى مسرحٍ للصراعات المستوردة. والصحراء ستظل مغربيةً حتى لو استمر النزاع قروناً…فنحن أصحاب الأرض، ولدينا الصبر والقوة لانتزاع حقوقنا كاملةً، دون كللٍ أو خوفٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!